ثم إني رأيت جماعة من المبتدئين تضعف قواهم عن الإحاطة بما أودعته فيه من التفسير، والشواهد من القرآن والشعر، ويستطيلون حفظه، فاختصرت لهم منه أشياء تكفيهم معرفتها، وتنشطهم في حفظها نزارتها، وأثبتها في هذا الكتاب، ووسمته بكتاب "التوليح في شرح الفصيح"، لأنني لوحت بشرح فصوله كلها فقط، ولم أذكر شاهدا على شيء منها، ولا جمعا لاسم، ولا تصريفا لفعل، ولا مصدرا له، ولا اسم فاعل، ولا مفعول … ولم أذكر فيه أيضا شرح الرسالة، والأبيات التي استشهد بها، ولم أنبه على شيء من الفصول التي أثبتها في غير أبوابها، وأحالها عن جهة صوابها طلبا للتحفيف والإيجاز، فإذا حفظوا هذا الكتاب وأتقنوه، وآثروا زيادة في التفسير على ما فيه نظروا في ذلك الكتاب - إن شاء الله تعالى - " (١).
ويقصد "بالكتاب" كتاب إسفار الفصيح، وهذا يعني أن ما أهمله في التلويح ذكره في الإسفار.
وإذا ما عدنا إلى كتاب إسفار الفصيح فإننا نجد المؤلف قد التزم بهذا المنهج الذي رسمه لنفسه في المقدمتين، وسار عليه في الكتاب كله تقريبا.
ويمكن توضيح منهجه علاوة على ما ذكر بما يلي:
استهل المؤلف كتابه بشرح خطبة الفصيح، وانتهى بشرح باب الفرق، والتزم في أثناء ذلك بترتيب ثعلب لأبواب فصيحه، والعناوين