للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأرض" (١). وقوله: "ورجل عزب … ورجال عزبون وأعزاب، وقول العامة: عزاب خطأ، لأن عزابا يكون جمع عازب كعابد وعباد" (٢).

وأحيانا ينص ثعلب نفسه على خطأ العامة، فيوضح الشارح سبب ذلك الخطأ، ويبين وجهه، فعند قول ثعلب: "ولقيته لقية .. ولقاءة … ولا تقل لقاة، فإنه خطأ". قال: "ووجه خطئه أن المرة الواحدة تكون على فعلة بسكون العين، ولقاة وزنها فعلة بفتح العين، لأن أصلها لقية، فقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار لقاة" (٣). وعندما خطأ ثعلب العامة لتشديدها الميم من "آمين" قال: "لأنه يخرج من معنى الدعاء، ويصير بمعنى قاصدين، كما قال تعالى: {وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ} (٤).

وليس كل ما ذكره من خطأ العامة أو كلامها مما أشار ثعلب إلى مقابله الفصيح، بل ذكر كثيرا من كلام العامة ولحنها على سبيل الاستطراد أو المناسبة ترد عرضا في أثناء الشرح، كقوله: "ولا يقال عيان" (٥). وقوله: "والجمع أفراس، ولا يقال: فرسان، إنما الفرسان، جمع فارس كراكب وركبان" (٦). وقوله: "ولا يقال: مفروح بغير به، ولا يقال


(١) ص ٨٨٥.
(٢) ص ٩٠٧.
(٣) ص ٩٠٥.
(٤) ص ٨٤٩.
(٥) ص ٤٢٨.
(٦) ص ٧٩١ - ٧٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>