للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آخر، ومن ذلك قوله: "ورجل نشوان من الشراب بالواو .... ورجل نشيان للخبر بالياء … وأصل الياء في نشيان هاهنا واو، وإنما تكلموا بها في هذا المعنى بالياء ليفرقوا بين هذا وبين السكران" (١). وقوله: "وبينهما بون بعيد بالواو، وبين أيضا بالياء: أي مسافة ومقدار في الأرض … والأجود أن يكون البين بالياء، للفراق، والبعد في كل شيء، ولا يقال البون بالواو إلا في قولهم: بين الرجلين والشيئين بون إذا لم يتفقا" (٢).

ومن هذا النوع أيضا تفريقه بين "خمدت النار، وهمدت" بقوله: "وخمدت النار وغيرها. . . . . . . . . . . إذا سكن لهبه وذهب ضوؤها، ولم يطفأ جمرها، فإذا طفئ جمرها، وذهب حرها، فهي هامدة" (٣).

وفرق كذلك بين الخضم والقضم، فخص الخضم بأكل الرطب، والقضم بأكل اليابس كالشعير ونحوه (٤).

وقد نبه على هذا النوع من الفرق الخليل (٥) وسيبويه (٦)، وخصه ابن جني بباب سماه: "باب في إمساس الألفاظ أشباه المعاني" ومما مثل به "


(١) ص ٥٣١.
(٢) ص ٨٨٢.
(٣) ص ٣٣١ - ٣٣٢.
(٤) ص ٣٤٧.
(٥) العين (صور) ٧/ ٨١، ٨٢.
(٦) الكتاب ٤/ ١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>