للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخضم والقضم" واستشهد بالمثل المشهور: "قد يدرك الخضم بالقضم" (١) قال: "أي قد يدرك الرخاء بالشدة، واللين بالشظف .... فاختاروا الخاء لرخاوتها للرطب، والقاف لصلابتها لليابس، حذوا لمسموع الأصوات على محسوس الأحداث" (٢).

وأما الفرق بالمصدر، فأشار إليه في غير موضع، فعند قول ثعلب: "وجدت في المال وجدا وجدة. ووجدت الضالة وجدانا … ووجدت في الحزن وجدا … ووجد على الرجل موجدة" قال أبو سهل: "واختلفت هذه المصادر مع اتفاق أفعالها لاختلاف معانيها" (٣).

وقد يكون التفريق بين المعاني بصيغة الفعل والمصدر، فيشير إلى ذلك أيضا، فعند قول ثعلب: "وتقول: قذت عينه تقذي قذيا: إذا ألقت القذى، وقذيت تقذي قذى: إذا صار فيها القذى، وأقذيتها إقذاءا: إذا ألقيت فيها القذى، وقذيتها تقذية: إذا أخرجت منها القذى" قال: "واختلفت هذه المصادر وأفعالها، لاختلاف معانيها، وإن كانت كلها رجعة إلى القذى، وهو كل ما وقع في العين من شيء يؤذيها" (٤).

كما يرى أن المبالغة في الوصف نوع من الفرق أيضا، فيقول: "روجل طويل وطوال بضم الطاء، وهما ضد القصير، وكأن فُعالا من


(١) الأمثال لأبي عبيد ٢٣٦، وجمهرة الأمثال ٢/ ٨١، ومجمع الأمثال ٢/ ٤٧٨.
(٢) الخصائص ٢/ ١٥٧، ١٥٨.
(٣) ص ٤٩٨.
(٤) ص ٥٢٢ - ٥٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>