للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبنية المبالغة، كما يقولون: رجل جسيم للعظيم الجسم، فإذا قالوا: جسام كان أعظم جسما من الجسيم. ومن الناس من لا يفرق بين فعيل وفعال في هذا، ويجعلهما لمعنى واحد" (١).

ولعل مثل هذا التدقيق في الفروق أوقفه على ظاهرة أخرى، وهي تلك العلاقة الوثيقة بين المبنى والمعنى، وإن الزيادة في المبنى تقتضي غالبا زيادة في المعنى حين قال: "وفعيل - بتشديد العين في أوصاف - من أبنية المبالغة" (٢). وحين قال أيضا: "فكما أن في آخر الداهية والبهيمة هاء، كذلك أتوا بها (أي بالهاء) في وصف الإنسان المذكر الممدوح والمذموم (٣) تشبيها بهما، فإذا مدحوه وبالغوا في ذلك شبهوه بالداهية … وكذلك أيضا إذا ذموه وبالغوا في ذلك شبهوه بالبهيمة … جعلوا زيادة اللفظ دليلا على زيادة ما يقصدونه من مدح وذم" (٤).

٧ - الترادف:

بالرغم من اهتمام أبي سهل بذكر الفروق بين كثير من الألفاظ، إلا أنه كان - مع ذلك- ممن المقرين بظاهرة الترادف في اللغة، وهو وإن لم يصرح بالمصطلح، فقد عبر عن مفهومه من خلال شرح بعض ألفاظ


(١) ص ٥٥٦.
(٢) ص ٦٥٨.
(٣) كقولهم في المدح: رجل علامة، وفي الذم: رجل لحانة.
(٤) ص ٧٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>