للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد يشير للمشترك عرضا دون النص عليه، كقوله: "وقلت من القائلة … أي نمت نصف النهار … والقائلة: النوم ذلك الوقت، والقائلة أيضا: الظهيرة" (١).

وقد أدرك أبو سهل - رحمه الله - أن بعض أنواع المشترك اللفظي ناتج عن تطور الأصل الدلالي لكثير من ألفاظ اللغة بسبب الاستعمال المجازي، فأشار في شرح بعض المفردات إلى ذلك النوع من المشترك بقوله: "ومعنى قوله: بين الأبوة: أي أنه أب على الحقيقة، لمن قد ولد وهو ظاهر الصحة في ذلك لا على المجاز والتشبيه، وذلك لأنهم يسمون الصاحب للشيء، والمالك له، والقيم عليه أبا على الاستعارة والتشبيه، نحو قولهم لصاحب المنزل: أبو المنزل، وللقيم على القوم المدبر لأمورهم: أبوهم" (٢).

وقوله: "فأما الشفة للإنسان: فمعروفة، وهي غطاء أسنانه .... وقد تقال أيضا لغير الإنسان على طريق الاستعارة والتشبيه، فتقال للصنم، والصورة في الثوب والحائط، ولحرف الكوز والجرة والزق، وغير ذلك" (٣).

وقوله: "ومن الأعضاء ما أشركت العرب في التسمية بها بين بعض أنواع الحيوان وغيره وبين بعضها، ومنها ما استعارت بعضها لبعض على


(١) ص ٤٥١.
(٢) ص ٥١١.
(٣) ص ٩٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>