للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طريق التشبيه، أو المدح، أو الذم والعيب، فمن ذلك أنهم قالوا للإنسان مشفر أيضا، وذلك إما على طريق الضخم والغلظ، أو على طريق العيب والذم، كما قال الفرزدق:

فلو كنت ضبيا عرفت قرابتي … ولكن زنجي غليظ المشافر

فجعل للإنسان مشفرا، لأجل غلظ شفته" (١).

وإذا كان المشترك اللفظي يعني دلالة اللفظ على معنيين فأكثر، فإن التضاد فرع له، فقد ورد في اللغة ألفاظ أخرى يدل الواحد منها على معنيين أيضا، ولكنهما على التضاد، واصطلح العلماء على تسمية هذه الألفاظ الواردة بالأضداد (٢).

وقد ذكر أبو سهل ألفاظا يسيرة من الأضداد من غير أن ينص على المصطلح، مما يدل على أنه كان من المقرين بظاهرة التضاد في اللغة غير المنكرين لها، ومن ذلك قوله: "الأيم: هي المرأة التي لا زوج لها، وسواء كانت بكرا أو ثيبا" (٣).

وقوله: "والمفازة: واحدة المفاوز، وسميت بذلك على طريق التفاؤل لها بالسلامة والفوز، من فاز يفوز فوزا، إذا نجا، لأنها مهلكة، كما قالوا للديغ: سليم" (٤).


(١) ص ٩٣١.
(٢) الأضداد لأبي الطيب ١/ ١، ولابن الأنباري ١، ٢ والصاحبي في فقه اللغة ٩٧، ٩٨، المزهر ١/ ٣٨٧.
(٣) ص ٥١٧.
(٤) ص ٦٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>