عرض أبو سهل في هذا الكتاب لنوعين من الإبدال: الإبدال الصرفي أو ما يسمى بالإبدال المطرد، والإبدال اللغوي غير المطرد.
فأما النوع الأول فسيأتي الحديث عنه في بحث المسائل الصرفية في الكتاب.
وأما النوع الآخر، وهو الإبدال اللغوي، فقد ورد في ثنايا الكتاب عدد من الألفاظ التي تندرج تحت هذه الظاهرة، وسلك المصنف في عرضها الطرق التالية:
١ - النص على أصل اللفظ المبدل منه، ومن ذلك قوله:"الهاء من هرقت أصلها همزة، وهي مبدلة منها للتخفيف وكثرة الاستعمال، والأصل أرقت، كما قالوا في القسم: هيم الله وأيم الله، وهياك وإياك"(١).
النص على أصل اللفظ المبدل منه مع ترجيح الأصل وتعليل ذلك، نحو "حلك الغراب وحنكه: بمعنى واحد، لسواده، والنون فيه بدل من اللام، كما قالوا للثياب التي يجلل لها الهودج: السدول، والسدون، إلا أن اللام أكثر لدورها في متصرفات هذه الكلمة، لأنهم قالوا: حُلْكُوك وحَلَكُوك ومُحْلَوْلَك، وقد احْلَوْلَك ولم يقولوا شيئا من