للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كتاب الفصيح كتاب مليح … يقال لقاريه ما أبلغه

عليك أخي به إنه … لباب اللباب وصفو اللغه (١)

وقد بلغ من الشهرة وذيوع الصيت وكثرة إقبال الناس عليه أن بعض العلماء كان يتكسب به، ويجعله مصدرا لرزقه، فقد حكي ياقوت عن يحيى بن أحمد الأردني (ت - ٤١٥) أنه "كان يخرج في وقت العصر إلى سوق الكتب ببغداد، فلا يقوم من مجلسه حتي يكتب الفصيح الثعلب، ويبيعه بنصف دينار" (٢).

وروى محمد بن الحسن البناء (ت - ٥١٠ هـ) عن بعض شيوخه قوله: "ثلاثة مختصرات في ثلاثة علوم لا أعرف لها نظيرة: الفصيح الثعلب، واللمع لابن جني، وكتاب الخرقي، ما اشتغل بها أحد وفهمها كما ينبغي إلا أفلح وأنجح" (٣).

وليس هذا فحسب بل بلغ من سمو المنزلة عند الناس أنه كان أفضل هدية قيمة يقدمها المرء لمن يحب، كما صنع أحمد بن كليب النحوي الأندلسي (ت- ٤١٥ هـ) الذي أهدى نسخة منه إلى أسلم بن أحمد بن سعيد الأندلسي، وكتب عليها:


(١) شرح الفصيح ٤٦، وينظر: المزهر ١/ ٢٠١.
(٢) معجم الأدباء ٦/ ٢٨٣٠.
(٣) المنهج الأحمد ٢/ ٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>