للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا كتاب الفصيح … بكل لفظ مليح

وهبته لك طوعا … كما وهبتك روحي (١)

أما المعاصرون فليسوا بأقل إعجابا وإشادة به من القدماء، يقول الخونساري: "كان كتاب الفصيح في زمانه بمنزلة كتاب سيبويه المشهور في زمانه مفضلا على جميع أمثاله وأقرانه" (٢).

ويقول "يوهان فك" أحد المستشرقين الألمان في أثناء حديثه عن فصيح ثعلب: إنه "من أكثر الكتب الأساسية في مبدأ تنقية اللغة العربية تداولا بين القراء، وكان له تأثير باقي الأثر بعيد الخطر، بعد قرون طويلة" (٣).

فهذه بعض آراء العلماء ومواقفهم من كتاب الفصيح، وهي تدل على أهمية هذا الكتاب، ومدى ذيوعه وشهرته بين الناس عامتهم وخاصتهم، ولعل مرد ذلك كله أنه كان كتابا يغلب عليه الطابع التعليمي، ويهدف إلى تثقيف اللسان، وتقويم المنطق، بأسلوب سهل وواضح يناسب المبتدئين من شدة العلم وطلابه (٤)، فلذلك جاء صغير الحجم، لم يتوسع فيه مؤلفه "في اللغات وغريب الكلام" (٥)، ولكنه جاء مشتملا


(١) معجم الأدباء ١/ ٤٢٥.
(٢) روضات الجنات ١/ ١٢٠.
(٣) العربية ١٤٩.
(٤) الفصيح (مقدمة المحقق) ٢٤٣، وينظر: معجم الأدباء ١/ ٢٢٧.
(٥) الفصيح ٣٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>