للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والشواهد وربما قلدته من جواهر الآداب أسنى القلائد، لأنه قد يشير لحكم أدبية، ويستدعي أمثالا عربية، فنلم ببعض ما قيل في ذلك، ونقتصد في سلوك تلك المسالك، وإذا أنشدنا شاهدا بينا غريبه، وأوضحنا بعيده وقريبه، وإذا ألم بأحد عينا كنيته واسمه، وبينا في التعريف به حالته ولقبه ووسمه، وأوردنا ماله من الأخبار العجيبة، وقصدنا من مستحسنها بديعه وعجيبه، إحماضا لسائمة العقول والأبصار، وتنشيطا لها بالانتقال من مضمار إلى مضمار، وإذا أعاد لفظا عدنا لتفسيره، ولم نكتف بما مر من تقريره" (١).

وبعد هذه المقدمة أخذ في شرح ألفاظ البسملة في نحو ست صفحات، ثم شرع بعد ذلك "في شرح أبيات الموطأة بيتا بيتا، وكلمة كلمة، ويفسر ألفاظ كل بيت على حدة، وأحيانا شطر بيت أو أقل، ويعلق عليه بما يوضح معناه العام، وينصب اهتمامه على اللفظ الفصيح الذي أورده ثعلب، ونظمه ابن المرحل، فيبين اللغات فيه، وينبه على أفصحيتها أو رداءتها، ويورد أقوال العلماء المؤيدة لأحدهما، وإن كان ثمة خلاف يوضحه، ويناقشه ثم يرد عليه أحيانا مدعوما بالدليل السماعي أو القياسي، وإن كانت اللغة عامية أو خاطئة أشار إلى ذلك .... ثم يختم ذلك بإعراب بيت الموطأة المشروح … مع إشارة سريعة إلى ما فيه من نكات بلاغية وعروضية.

بعد ذلك ينتقل إلى البيت أو الشطر الذي يليه، فيفعل فيه كما فعل


(١) موطئة الفصيح (مقدمة الحقق الدكتور عبد الرحمن الحجيلي) ١٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>