للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مرقها، وصار الذي في أسفلها منه أعلاها من شدة الحرارة. ومنه قوله تعالى: {يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ} (١). وهي قدر غالية.

(وغثت نفسه تغثي) (٢) غثيا وغثيانا: إذا خبثت وجاشت قبل القيء من شيء أكله أو شربه، ونفسه غاثية.

(وكسب المال يكسبه) (٣) كسبا بفتح الكاف، وكسبة بكسرها، مثل جلسة، ومكسبا بفتح السين، ومكسبة بكسرها، على مثال [١٣/أ] مغفرة، فهو كاسب: إذا أصابه ووجده وجمعه بطلب وقصد له، فإن ورثه أو أعطيه من غير طلب له واجتهاد فيه، لم يقل كسبه (٤).


(١) سورة الدخان ٤٥، ٤٦، وكتب الشارح {تغلي} بالياء والتاء، ووضع فوقها لفظ "معا" إشارة إلى أن فيها قراءتين، وقرأ بالياء ابن كثير وحفص عن عاصم، وقرأ الباقون وأبو بكر عن عاصم بالتاء. ينظر: السبعة ٥٩٢، والحجة لآبي علي ٦/ ١٦٦.
(٢) والعامة تقول: "غثيت نفسي" بكسر الثاء وإثبات الياء. ما تلحن فيه العامة ١٢١، وإصلاح المنطق ١٨٩، وأدب الكاتب ٣٩٨، وابن درستويه ١٣٩، وتقويم اللسان ١٤٣، وفي العين (غثى) ٤/ ٤٤٠: "غثيت" لا غير، والأفعال للسرقسطي ٢/ ٤٢، وحكى اللغتين على إطلاقهما ابن سيده في الحكم ٦/ ١٠، وعنه في اللسان ١٥/ ١١٦ (غثى).
(٣) قال ابن درستويه ١٣٩: "وإنما ذطره، لأن العامة تقول: كسب بكسر السين، وهو خطأ"، وفي التهذيب (كسب) ١٠/ ٧٩، عن ثعلب: "كل الناس يقولون: كسبك فلان خيرا، إلا ابن الأعرابي فإنه يقول: أكسبك فلان خيرا" قال ابن دريد: "يقال: كسبت الرجل مالا فكسبه، وهذا أحد ما جاء على فعلته ففعل، وأكسبته خطأ" الجمهرة (كسب) ١/ ٣٣٩. وينظر: فعلت وأفعلت للزجاج ١٣٩.
(٤) عبر سيبويه بالفعل "كسب" عن إصابة المال من غير طلب واجتهاد، أما ما كان عن طلب وتصرف واجتهاد فعبر عنه بالفعل "اكتسب". الكتاب ١/ ٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>