للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والصبا تهب بلين. ومنه قوله طرفة بن العبد لرجل من باهلة (١):

فأنت على الأقصى صبا غير قرة … تذاءب منها مرزغ ومسيل

وأنت على الأدنى شمال عرية … شآمية تزوي الوجوه بليل

فإذا انحرفت واحدة من هذه الرياح الأربع عن [١٩/ب] مهبها سميت نكباء (٢)، لأنها نكبت عن مهبها، أي انحرفت ومالت، وجمعها نكب، مثل حمراء وحمر. وقد نكبت تنكب نكوبا، على وزن دخلت تدخل دخولا.


(١) ديوانه ١١٩، والبيت الثاني فيه قبل الأول برواية: "وأنت على الأقصى … "، "فأنت على الأدنى … " وضبطت كلمة "مزرع، ومسيل" في الديوان وغيره من المصادر: "مرزغ، ومسيل" بضم الميم وكسر الزاي، وذكر رواية الفتح التبريزي في شرح ديوان الحماسة ٤/ ٨ قال: "ويروى: مرزغ ومسيل بالفتح: أي كثير الرزغة و السيل". وتذاءب: أي جاء من كل وجه، كالذئب إذا طرد من جهة جاء من جهة أخرى. والمرزغ: المطر القليل. والعرية: الباردة. وتزوي: تقبض. وبليل: معها ندى. عن شرح ديوان الحماسة للتبريزي ٤/ ٨. والبيتان من قصيدة في مدح رجل، كما في التهذيب (رزغ) ٨/ ٤٨، وذكرها أبو تمام في ديوان الحماسة ٢/ ١٦٣ في باب الهجاء، ونقل صاحب التاج (رزغ) ٦/ ١١ عن العباب أنها في هجاء عبد عمرو بن بشر بن عمرو بن مرثد.
وطرفة هو: أبو إسحاق عمرو بن عبد بن سفيان بن سعد بن قيس بن ثعلبة، وطرفة لقب غلب عليه. شاعر جاهلي مجيد، وأحد شعراء المعلقات، عده ابن سلام في الطبقة الرابعة من فحول شعراء الجاهلية. كان شعره يفيض بالحكمة، قتل شابا في الهجر بالبحرين نحو سنة ٦٠ قبل الهجرة.
طبقات فحول الشعراء ١/ ١٣٧، وأسماء المغتالين ٢/ ٢١٢، وكنى الشعراء ٢/ ٢٨٨، والشعر والشعراء ١/ ١١٧، والموشح ٧٢.
(٢) الأنواء ١٦٠، والكامل ٢/ ٩٥٣، والريح ٦٧، والعين (نكب) ٥/ ٣٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>