للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فتنتج لكم غلمان أشأم كلهم … كأحمر عاد (١) ثم ترضع فتفطم

(ونتجها أهلها) (٢) بفتح النون والتاء، لأن الفاعل قد سمي: إذا قاموا عليها وراعوا حالها حتى ولدت، ومستقبله ينتجونها، بفتح أوله وكسر التاء، والمصدر نتج، بسكونها. وهم ناتجون، والناقة منتوجة. والناتج للناقة بمنزلة القابلة للمرأة. ومنه قول الحارث بن حلزة (٣):

لا تكسع الشول باغبارها … إنك لا تدري من الناتج


(١) قال ابن قتيبة في ا لمعاني الكبير ٢/ ٨٧٩: "أراد أحمر ثمود الذي عقر الناقة فصار مثلا في الشؤم" وفي شرح ديوان زهير لثعلب ٢٨: "أراد أحمر ثمود فقال أحمر عاد، وهذا غلط … وإنما أراد أحمر ثمود عاقر الناقة"، وقال أبو عبيد في الأمثال ٣٣٢ عن الأصمعي: "أراد أحمر ثمود، فلم ينكره الشعر، فقال عاد، قال: وقد قال بعض النساب: إن ثمودا من عاد" وهذا رأي المبرد حيث لم يغلط قول زهير واحتج له بأن ثمود لها أيضا: عاد الآخرة، ويقال لقوم هود: عاد الأولى، واستدل بقوله تعالى: {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الأُولَى} النجم ٥٠.
وينظر: شرح القصائد المشهورات ١١٤، وجمهرة أشعار العرب ١٦٧، وجمهرة أنساب العرب ٤٦٢، وتفسير القرطبي ١٧/ ٧٨، وشرح القصائد للرازي ٨١٤.
(٢) الصحاح (نتج) ١/ ٣٤٣.
(٣) ديوانه ٦٥، والمفضليات ٤٣٠. والكسع: أن ينضح على ضرع الناقة الماء البارد ليرتفع البن، وذلك أقوى للناقة وأسمن لأولادها الذين في بطونها. والشول: جمع شائلة، وهي التي أتى عليها من حملها أو وضعها سبعة أشهر أو ثمانية فخف لبنها وارتفع ضرعها، والأغبار: جمع غبر، وهي بقية اللبن في الضرع. والمعنى: لا تبق ذلك اللبن لتسمين الأولاد، فإنك لا تدري من ينتجها، فلعلك تموت، فتكون للوارث، أو يغار عليها، فيفوتك الانتفاع بلبنها. ينظر: الكامل ١/ ٤٨٤، وشرح اختيارات المفضل ٣/ ١٧٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>