للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لأنه أمر الغائب [٢٩/أ]، فلا يكون إلا باللام، كقولك: ليقم زيد، فإذا أمرت من لم يسم فاعله، فإنما تأمر غائبا أن يوقع به فعلا، فإذا قلت: لتعن بحاجتي، فإنما أمرت غائبا بالعناية، ولست تأمر مخاطبا فتستغني بخطابه ومواجهته عن حرف المضارعة وحرف الأمر، وإنما تأمر الفاعل الذي لم تسمه، فهو غائب (١).

وأما إذا أمرت المخاطب، فإن الأكثر أن يكون بغير لام، كقولك: قم يا زيد، فحذفوا لام الأمر، وحرف المضارعة تخفيفا، لكثرة استعمالهم ذلك، واستغنائهم عنهما بخطابه ومواجهته، ويجوز أن تأتي باللام في المخاطبة على الأصل، فتقول: لتقم يا زيد. وقرئ قوله تعالى: {فَبِذَلِكَ فَلْتَفْرَحُوا} (٢) بالتاء معجمة بنقطتين من فوقها، على أمر المخاطب.

فقوله: "لتعن بحاجتي"، معناه: كن راغبا في قضائها، مهتما بذلك.


(١) ينظر المفصل ٣٠٧، وشرحه لابن يعيش ٧/ ٥٩ ن ولابن الحاجب ٢/ ٤٧.
(٢) سورة يونس ٥٨. وفي ش: {فَبِذَلِكَ فَلْتَفْرَحُوا هُوَ خَيْر} وهذه قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، وعثمان بن عفان، وأبي بن كعب، والحسن، وأبي رجاء، ومحمد بن سيرين، والأعمش، وعباس بن الفضل، وعمرو بن فائد، والجمهور بالياء على أ مر الغائب. ينظر: المحتسب ١/ ٣١٣، وشواذ القرآن ٦٢، والحجة لابن خالويه ١٨٢، وأسرار العربية ٣١٨، والإنصاف ٢/ ٥٢٤، وشرح الكافية للرضي ٤/ ١٢٤، والبحر المحيط ٦/ ٧٦، والدر المصون ٦/ ٢٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>