لها بلغة العرب، وأصبح على كل مسلم مهما كانت لغته أن يعرف العربية وأن يفهم بيانها ليفهم القرآن الكريم ومبادئ الإسلام حتى يكون دينه صحيحا، فكان من نتائج ذلك ظهور أخطاء في اللغة العربية على كافة مستوياتها، وتفشي اللحن في ألسنة الناس حتى العرب الخلص منهم، ولما أخذ اللحن يزداد ويتسع، وخيف على النص القرآني أن يمتد إليه خطر هذا اللحن قيض الله من علماء هذه الأمة من انبرى للذود عن هذه اللغة الشريفة، فتعقبوا الألفاظ الملحونة، ووضعوا مؤلفات كثيرة تهدف إلى صيانتها عن طريق تقويم الألسنة وتنقيتها من اللحن والخطأ، وأطلق على هذه المؤلفات اسم كتب "لحن العامة" أو "كتب التصحيف"، وكان ممن ساهم في علاج ظاهرة اللحن في اللغة أبو العباس ثعلب - رحمه الله - فألف كتابه الشهير باسم "الفصيح" فلقي من الشهرة وذيوع الصيت ما لم يلقه كتاب آخر ألف لهذا الغرض نفسه؛ وذلك لصغر حجمه، وسهولة حفظه، وأهمية مادته، وقد انعكست أهميته تلك على جهود العلماء؛ فتصدوا له ما بين شارح، وناظم، وناقد، ومستدرك، ومنتصر له.
وكان من بين أولئك العلماء أبو سهل الهروي الذي أولى الفصيح جل عنايته، فوضع عليه أربعة مؤلفات أحدها هذا الكتاب الذي قمت بتحقيقه ودراسته.
ولما كان إخراج كتب التراث مهمة ملقاة على عاتق المنتسبين إلى العلم من الدارسين والباحثين، وكان ذلك من أجل الأعمال التي يمكن أن يضطلعوا بها، وكان من دواعي الوفاء لعلماء هذه الأمة الأسلاف إعطاء