للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ومشيت حتى أعييت) (١) فأنا أعيي إعياء: أي حتى تعبت، (وأنا معي)، على مثال معط، ولا يقال عيان (٢).

(وعييت بالأمر) بكسر الياء الأولى، أعيا به عيا بكسرالعين: (إذا لم تعرف وجهه)، أي عجزت عنه وقصرت، فلم اهتد لجهة الخلاص منه، (وأنا به عي) بفتح العين، على مثال لي، (وعي) (٣) أيضا، على مثال سري. وذكر ثعلب - رحمه الله - عييت بكسر الياء، مع أفعلت، وأكثر الفصول التي ذكرها في هذا الباب عيناتها مفتوحة من فعلت، وإنما خالف فتح عينات بعضها، لأن غرضه الجمع بين ما كان على فعل وأفعل مما اتفقت حروفه واختلفت معانيه، والعامة لا تفرق بينهما، فتحذف الألف من بعض ما جاء على أفعل، وتزيدها على فعل، فتقوله على أفعل، وهي مخطئة في ذلك، لمخالفتها العرب فيما تتكلم به، ولو كان غرضه فتح عينات ما جاء به (٤) في هذا الباب على فعل لا غير، لبين ذلك كما بينه في الأبواب التي تقدمت قبله (٥).


(١) ما تلحن فيه العامة ١٢٨، وإصلاح المنطق ٢٤١، وأدب الكاتب ٣٥٨، ٣٧١، وتقويم اللسان ٦٢، وتصحيح التصحيف ٣٨٨. وحكى الزجاج في فعلت وأفعلت ٦٧: "عييت وأعييت" بمعنى، خلافا للجمهور.
وقد كانت هذه المسألة سبب تعلم الكسائي النحو واللغة. ينظر تفصيل ذلك في: تاريخ بغداد ١١/ ٤٠٤، ونزهة الألباء ٥٩، ومعجم الأدباء ٤/ ١٧٣٨، وإنباه الرواة ٢/ ٢٥٧.
(٢) إصلاح المنطق ٢٤١، وتثقيف اللسان ٢٠١، وتصحيح التصحيف ٣٨٨.
(٣) وعيان أيضا. المحكم ٢/ ١٤٨، والقاموس ١٦٩٧ (عيى).
(٤) من "به" ساقطة من ش.
(٥) أي لنص على الحركة مع عنوان الباب، كقوله مثلا: "باب فعلت - بكسر العين".

<<  <  ج: ص:  >  >>