للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يدعى أبا السمح وقرضاب سمه

مبتركا لكل عظم يلحمه

(وألحمتك عرض فلان) بالألف، ألحمك (١) إلحاما، فأنا ملحم بكسر الحاء، وأنت ملحم بفتحها: أي أمكنتك من شتمه، كأنك جعلت نفسه كاللحم الذي تأكله، أي أقدرته على تناول عرضه، وأبحته اغتيابه وعيبه، كما تبيحه أكل اللحم، وهذا على الاستعارة والتشبيه، لأن عرضه بمنزلة لحمه، ومنه قوله [٤٠/ب] تعالى: {وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً} (٢)، أراد الغيبة وذكر العرض بالقبيح.

وتقول: (هل أحسست صاحبك) (٣) بالألف: أي هل أبصرته أو علمت به، أو عرفته وأدركته بحاسة البصر، فأنت (٤) تحسه إحساسا،


(١) ش: "ألحمك بضم الألف".
(٢) سورة الحجرات ١٢. وينظر: الكشاف ٤/ ٣٧٣، وتفسير القرطبي ١٦/ ٢١٩، وتلخيص البيان ٢٨٩.
(٣) ويقال أيضا: حسست الشيء، وحسست به، وحسيته، وحسته، وأحست به، وحسيت به، وأحسيت به، وحست به. وكلها لغات. ينظر: معاني القرآن للفراء ١/ ٢١٧، وللأخفش ١/ ٢٠٥، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج ١/ ٤١٦، والمنصف ٣/ ٨٤، والأفعال للسرقسطي ١/ ٣٤٠، ٣٤١، والجمهرة ١/ ٩٧، والتهذيب ٣/ ٤٠٨، ٤٠٩، والصحاح ٣/ ٩١٧، والمحكم ٢/ ٣٤٦، ٣٤٧ (حسس). والعامة تقول: "حسست الشيء" بمعنى علمت به، وهو خطأ عند ابن درستويه ٢٩٨.
(٤) ش: "وأنت".

<<  <  ج: ص:  >  >>