كتاب إسفار الفصيح

باب المصادر - ج: 1 - ص: 525

(خزيا) بسكونها وكسر الخاء: إذا ذل وهان (١)، فهو خز، على مثال عم، وخاز أيضا، ومرأة خزية وخازية.

(وخزي) بالكسر أيضا، (يخزى خزاية) (٢) بفتح الخاء: (إذا استحيا)، والخزاية الاستحياء، فهو (خزيان، وامرأة خزيا) (٣)، على مثال سكران وسكرى، وهو الذي فعل أمرا قبيحا فاشتد لذلك خزايته، أي حياؤه. واتفق الفعلان، واختلف مصدراهما لا خلاف معنييها، وقال القطامي (٤):

فمضى وكر كرور صاحب نجدة … خزي الحرائر أن يكون جبانا

أي استحيين. وقال ذي الرمة (٥) يصف الثور والكلاب:

---

(١) في إصلاح المنطق: "إذا وقع في بلية". وفي المحكم: "ومن كلامهم إذا أتى الرحل بما يستحسن: ماله أخزاه الله".
(٢) الخزاية اسم، والمصدر الخزي بالفتح، على ما في الجمهرة ١/ ٥٩٧.
(٣) عبارة الفصيح ٢٨٣: "ورجل خزيان، وامرأة خزيا، على مثال فعلى".
(٤) ديوانه ٦٣، بوراية: "حرجا وكر … ".
والقطامي هو: أبو سعيد عمير، وقيل: عمرو بن شييم بن عمرو بن عباد بن بكر التغلبي، كان نصرانيا فأسلم، كان حسن التشبيه رقيقه، عده ابن سلام في الطبقة الثانية من فحول الشعراء الإسلاميين. توفي سنة ١٣٠ هـ.
نسب معد ١/ ٨٧، وطبقات فحول الشعراء ٢/ ٥٣٤، ٥٣٥، والشعر والشعراء ٢/ ٦٠٩، والموشح ٢١١.
(٥) ديوانه ١/ ١٠٣. وفيه خزاية" بالنصب، قال شارح الديوان أبو نصر: "ونصبه لمعنى قولك: فعل ذلك خزاية". أي نصبه مفعولا لأجله. قال: "والحبل: الكثيب". وذو الرمة هو: أبو الحارث غيلان بن عقبة بن بهيش بن مسعود بن ربيعة العدوي، امتاز بإجادة التشبيه، وهو آخر من ذهب مذهب البدو في القصيد، عده ابن سلام في الطبقة الثانية من فحول الشعراء الإسلاميين. توفي بالبادية سنة ١١٧ هـ.
طبقات فحول الشعراء ١/ ٥٣٤، ٥٤٩، والشعر والشعراء ٢/ ٤٣٧، والأغاني ١٨/ ١، والموشح ٢٢٥.