للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(والطول: خلاف العرض) وقد تقدم تفسيرهما في هذا الباب (١).

(ولا أكلمك طوال الدهر) بفتح الطاء واللام: أي ما امتد الدهر وطال، من لدن هذا الكلام إلى آخر الدهر. (ويروى هذا البيت)، وهو للقطامي (٢) [٦٧/أ]:

(إنا محيوك فاسلم أيها الطلل … وإن بليت وإن طالت بك الطيل)

بالياء، والطول بالواو (٣)، ومعناهما واحد: وهو الحبل الذي يربط في يد الدابة، أو عنقه. والأصل في الطيل الواو، لأنه من الطول الذي هو خلاف العرض، لأن ذلك الحبل يرخى للدابة ويطول حتى تبعد في رعيها وأكلها (٤). وإنما صارت الواو ياء في الطيل، لأجل الكسرة التي قبلها طلبا للتخفيف وكثرة الاستعمال لها (٥). وأراد القطامي بهما الزمان والدهر، وإنما أنث فقال: "وإن طالت"، لأنه أراد أيام الزمان والدهر، وهو من الامتداد والطول. وقوله: "محيوك" معناه: قائلون


(١) ص ٥٣٨ - ٥٣٩.
(٢) ديوانه ٢٣. وهذا البيت من شواهد حسن الابتداء. ينظر: الإيضاح للقزويني ٥٩٤.
(٣) الروايتان في إصلاح المنطق ١٣٦، ١٧١، والصحاح ٥/ ١٧٥٣.
(٤) ينشد في هذا المعنى لطرفة (ديوانه ٥٣):
لعمرك إن الموت ما أخطأ الفتى لك الطول المرخى وثنياه في اليد
(٥) وفيها لغات أخرى حكاها ابن قتيبة قال: "طال طولك، وطيلك، وطولك، وطيلك، وطلوك" أدب الكاتب ٥٧٥. وينظر: إصلاح المنطق ١٧٠، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج ٢/ ٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>