للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الهلالي (١):

الجد أنهض بالفتى من عقله … فانهض بجد في الحوادث أو ذر

وقوله: (وتروي ما أتاك في الشعر من قول الشاعر (٢): "أجدك" بالكسر، وإذا أتاك "وجدك" فهو مفتوح) (٣)

فأما "أجدك" بالألف وكسر الجيم وفتح الدال، فإن هذه الألف ألف الاستفهام، وهو من الجد في الأمر، وهو الانكماش عليه والمضي فيه، وهو ضد الهزل، وقال الأصمعي: معناه: أبجد منك هذا، ونصبها على طرح الباء (٤). وقال أبو عمرو (٥): معناه: ما لك أجدا


(١) البيت منسوب إلى عبد الله بن يزيد الهلالي في: حماسة البحتري ٢٤٦، ومجموعة المعاني ٣٨، ومن غير نسبة في العقد الفريد ٢/ ٣٨١، وبهجة المجالس ١/ ١٦٨. ولم أقف لهذا الشاعر على ترجمة، سوى أنه كان واليا على أرمينية كما في البيان والتبيين ٢/ ١٨١، ١٨٢، والعقد الفريد ٢/ ٤٦٨، وأنشد المصنف في التلويح ٥٧ بدلا من هذا الشاهد قول الشاعر:
قد جد أشياعكم فجدوا … ما جد قوم قط إلا جدوا
(٢) في الفصيح ٢٩٧، والتلويح ٥٧: "من قوله".
(٣) النص في الصحاح (جدد) ٢/ ٤٥٣.
(٤) التهذيب ١٠/ ٤٦٣، والصحاح ٢/ ٤٥٣ (جدد).
(٥) هو: أبو عمرو زبان بن العلاء بن عمار العريان المازني البصري، من أئمة اللغة والأدب، وأحد القراء السبعة الموثوق بهم. ولد بمكة، ونشأ بالبصرة وتوفي بالكوفة سنة ١٥٤ هـ.
أخبار النحويين البصريين ٤٦، وطبقات الزبيدي ٣٥، ومعرفة القراء ١/ ١٠٠، وغاية النهاية ١/ ٣٨٨، وسير أعلام النبلاء ٦/ ٤١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>