للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما قوله: "يثقل ويخفف" فإنه على أن الحرف الثاني من جميع هذه الأجزاء يجوز ضمه وتسكينه، فيقال: عشر وعشر، وثلث وثلث، وكذلك سائر الأجزاء التي بينهما (١). وأما في أظماء الإبل فإن الحرف الأول منها مكسور والثاني [١٠٨/ب] ساكن لا غير في جميعها.

وأظماء الإبل: هو جمع ظمء بكسر الظاء والهمز، وهو ما بين الوردين، وهو حبس الإبل عن الماء إلى غاية الورد. والورد هو اليوم الذي ترد فيه الإبل الماء، أي تجيء فيه فتشرب.

فأما العشر: فهو أطول وأقصى ما يكون من الإظماء، وأكثر ما تصبر الإبل عن الماء، ولا يكون ذلك إلا في الشتاء، واستغنائها بأكل الرطب (٢) عن الماء، وتفسير ذلك أن الإبل ترد الماء يوما فتشرب، ثم تقيم بعد ذلك ثمانية أيام تشرب فيها ماء، ثم ترد الماء في اليوم العاشر، فذلك هو العشر.

وأما التسع: فأن تشرب الإبل الماء، ثم تقيم سبعة أيام بعد ذلك لا تشرب فيه، ثم ترد الماء في اليوم التاسع. وكذلك في الثمن والسبع والسدس والخمس والربع والثلث ينقصون من عددهم يوما يوما حتى ينتهي إلى الثلث، وهو أن تشرب الإبل يوما ثم تترك الشرب يوما، ثم ترد في اليوم الثالث، فورودها ذلك اليوم يسمونه ثلثا. وأكثر العرب لا يستعملون الثلث


(١) أدب الكاتب ٥٣٧.
(٢) أي الكلأ، المختار (رطب) ٢٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>