للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القياس، وليس جديد من المعدول عن مفعول، لأنه لا يجوز فيهما مفعول، وكان القياس أن تثبت فيهما الهاء (١)، كما تثبت في صغيرة وكبيرة ومريضة، ولكنهما جاءا شاذين، ولا يقال في شيء من الأشياء: جديدة [١٢٢/أ] ولا خلقة، وإنما هو جديد وخلق بغير هاء، للمؤنث والمذكر (٢). ومنه قول الشاعر (٣):

كفى حزنا إني تطاللت كي أرى … ذرى قلتي دمخ فما تريان

كأنهما والآل يجري عليهما … من البعد عينا برقع خلقان

فقال خلقان، ولم يقل خلقتان، والعينان أنثيان (٤).

وجمع الجديد جدد بضم الجيم والدال، مثل سرير وسرر، وجمع الخلق أخلاق.

والعجوز: معروفة المعنى، وهي أنثى الشيخ من غير لفظه،


(١) لأنها بمعنى فاعلة، وفعلها جدت من جد الشيء يجد إذا صار جديدا، وهو ضد الخلق. شرح ابن يعيش ٥/ ١٠٢.
(٢) وحكى سيبويه في الكتاب ١/ ٦٠ عن بعضهم: "هذه ملحفة جديدة" وينظر التعليق رقم ٣ في الصفحة السابقة.
(٣) هو طهمان بن عمرو الكلابي، والبيتان في ديوانه ٦٠، وأنشدهما ياقوت في معجم البلدان ٢/ ٤٦٢ في رسم "دمخ" وقال: هو "اسم جبل كان لأهل الرس مصعده في السماء ميل، وقيل: جبل لبني نفيل بن عمرو بن كلاب، فيه أوشال كثيرة". وتطاللت: تطاولت. والقلة: قمة الجبل، والآل: السراب.
(٤) ينظر: المذكر والمؤنث لابن الأنباري ٢/ ٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>