للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو الصواب، وإنما وصفت البقلة بالحمق لطلوعها في مجرى السيل، لأنه إذا جاء اقتلعها. وقيل: وصفت بذلك، لأنها لا تستوي في نباتها، لأنها تذهب على الأرض بسطا كذا وكذا (١). وهي التي تسمى "الفرفخ" بالخاء المعجمة. ومنه قول العجاج (٢) [١٢٨/أ]:

ندوسهم كما يداس الفرفخ

والفرفخ: أصله فارسي معرب، وهو بالفارسية "بربين" (٣).

والعامة تقول: "من رجله" (٤)، بإضافة رجل، وهو خطأ. والأحمق من الرجال: الضعيف العقل الذي لا رأي له، فلا يثبت على طريقة واحدة من الأخلاق المحمودة، ويفعل ما لا ينبغي، فشبه بهذه البقلة (٥)، لما ذكرنا من حالها.


(١) الجبان ٢٩٤.
(٢) ديوانه ٢/ ١٨٠. وبعده:
يوكل مرات ومرا يشدخ
(٣) في الصحاح ١/ ٤٢٨: "الفرفخ: البقلة الحمقاء التي يقال لها الفرفين". وفي القاموس ٣٢٩: "الفرفخ: الرجلة، معرب بربهن، أي عريض الجناح" وفي قصد السبيل ٢/ ٣٣٣: "معرب بربهن". وقال التبريزي في برهان قاطع ١/ ٣٧٧: بربهن على وزن نسترن: الفرفخ بالعربي، معربها فرفين على وزن نعلين. وينظر: المعجم الذهبي ١٤٥، ١٦٧، واللسان ٣/ ٤٤، والتاج ٢/ ٢٧٣ (فرفخ).
(٤) تعني قدمه. ينظر: أدب الكاتب ٩٩، والزمخشري ٤٠٦، وتقويم اللسان ١١٣، وتصحيح التصحيف، والصحاح (رجل) ٤/ ١٧٠٥.
(٥) ش: "فشبه هذا بالبقلة".

<<  <  ج: ص:  >  >>