للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالمعيدي لا أن تراه" تأويل أمر، كأنه قال: اسمع به ولا تره (١).

والمعيدي: الياء الأولى منه والدال خفيفتان، والياء الأخيرة مشددة، وهو تصغير معدي بتشديد الدال، منسوب إلى معد، وهو أبو العرب، وأبوه عدنان (٢)، وإنما خففت الدال استثقالا للجمع بين التشديدين مع ياء التصغير، يضرب للرجل الذي له صيت وذكر في الناس، ولا منظر له، فإذا رأيته ازدريت مرآته، ومعناه: مخبره أكثر (٣) من منظره.

(وتقول: الصيف ضيعت اللبن) (٤) بكسر التاء، لأن الكسرة لخطاب المؤنث، وذلك أن أصل المثل قيل لامرأة كانت تحت رجل


(١) إصلاح المنطق ٢٨٧.
(٢) نسب معد ١/ ١٧، والإكليل ١/ ١١٣، وجمهرة أنساب العرب ٩. وزاد في التلويح ٧٩: "قال صاحب كتاب العين: المعيدي: رجل من بني كنانة، كان صغير الجثة عظيم الهيئة، له يقول النعمان: تسمع بالمعيدي لا أن تراه". وينظر: العين (معد) ٢/ ٦٢.
(٣) ش: "أكبر".
(٤) أمثال العرب للمفضل ٥١، وأمثال أبي عبيد ٢٤٧، والفاخر ١١١، والزاهر ٢/ ٢٣٥، وجمهرة الأمثال ١/ ٤٧٣، والوسيط ٤٧، ومجمع الأمثال ٢/ ٤٣٤، والمستقصى ١/ ٣٢٩، واللسان ٨/ ٢٣١، ٩/ ٢٠٢، ١١/ ٣١٤، ١٤/ ١١ (ضيع، صيف، زول، أبي).
والعامة تقول: "ضيعت" بفتح التاء. إصلاح المنطق ٢٨٨، ودرة الغواص ٢٣٧، وتصحيح التصحيف ٣٥٩. أو تقول: "ضيحت" بالحاء بدلا من العين. من الضياح وهو اللبن الممزوج بالماء. ابن درستويه (٩٧/ب- تشربتي)، والمرزوقي (١٦١/أ).
وهما روايتان في المثل حكى الأولى عن الفراء ابن الأنباري في الزاهر ٢/ ٢٣٦، والأخرى حكاها البكري في فصل المقال ٣٥٩، وابن هشام ٢٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>