للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(و) هم (المطوعة) (١) بتشديد الواو وكسرها وتخفيف الطاء. هكذا رأيته في نسخ كثيرة من الكتاب، ورأيت في [١٤٦/أ] نسخ أخر مشدد الطاء والواو جميعا (٢)، وهم الذين يتبرعون من أنفسهم ويخرجون إلى الجهاد مع الجند من غير أن يأمرهم السلطان بذلك. فأما من خفف الطاء فإنه يجعل (٣) وزنه مفعلا، ويأخذه من قولهم: طاع له يطوع طوعا فهو طائع، إذا انقاد وتابع من غير إكراه، ومنه يقال: جاء فلان طائعا غير مكره. ومنه قوله تعالى: {فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيه} (٤) فكأن المطوعة هم الذين ينقادون إلى الجهاد من غير إكراه السلطان إياهم. وأما من شدد الطاء فإنه يجعل وزنه متفعلة، وكان الأصل متطوعة، فأدغمت التاء في الطاء لتقارب مخرجيهما فصار مطوعة بتشديد الطاء والواو. ومنه قوله تعالى: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ} (٥) وأصله المتطوعين.


(١) والعامة تقول: "المطوعة" بفتح الواو. ابن درستويه (٢٣٠/ب).
(٢) قال الزجاج في المخاطبة التي أجراها مع ثعلب حول الفصيح (٢/ب): "وقلت: هم المطوعة، وإنما هم المطوعة بتشديد الطاء، كما قال الله تعالى: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ} فقال: ما قلت إلا المطوعة، فقلت: هذا قرأته عليك، وقرأه غيري، وأنا حاضر أسمع مرارا". وينظر: الرد على الزجاج للجواليقي (٤/أ)، ورد ابن خالويه أيضا في الأشباه والنظائر ٤/ ١٢٩.
(٣) ش: "جعل".
(٤) سورة المائدة ٣٠.
(٥) سورة التوبة ٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>