للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(وتقول: كان ذاك عاما أول يا فتى)، فتنصب عاما على الظرف، أي في عام، وتنصب أول، لأنه صفة له، تريد عاما أول من عامنا هذا، (وإن شئت) قلت: كان ذاك (عام الأول) (١) بالإضافة،، وتقديره: كان ذاك عام الحديث الأول وعام الزمان الأول (٢). والعام والحول والسنة: بمعنى واحد، ويأتي كل واحد منها على شتوة وصيفة (٣).

(وهو المعسكر بفتح الكاف) (٤): وهو موضع العسكر. والعسكر:


(١) وفي إصلاح المنطق ٣٠٧: "ويقال: لقيته عاما أول، ولا تقل: عام الأول". ووجه الخطأ عند ابن درستويه (٢٣٠/ب) أنه "أضاف الموصوف إلى صفته، وهذا لا يجوز في شيء من الكلام، لأن الإضافة إنما يعرف المضاف بالمضاف إليه، والصفة لا يعرف موصوفها بالإضافة إليها، ولا يقول أحد من العرب: "هذا ثوب الجيد". قلت: مذهب ابن درستويه في هذا المسألة على رأي أصحابه البصريين، والكوفيون يجيزون إضافة الموصوف إلى صفته إذا اختلف اللفظان واتحد المعنى، واحتجوا لمذهبهم بأن ذلك قد جاء في كتاب الله وكلام العرب كثيرا. ينظر: معاني القرآن للفراء ٢/ ٥٥، والإنصاف ٢/ ٤٣٦، وشرح المفصل لابن يعيش ٣/ ١٠، وشرح الكافية ٢/ ٢٤٢، والأزمنة ١/ ٢٨٤.
(٢) أي على جعل الصفة المضاف إليها صفة لاسم محذوف مقدر، وهكذا يقدر البصريون في كل ما ظاهره إضافة الموصوف إلى صفته. لاحظ: المصادر السابقة.
(٣) هذا رأي بعض العلماء وبعضهم يفرق بين العام والسنة، فيقول: السنة من أي يوم عددتها فهي سنة، والعام لا يكون إلا شتاء وصيفا. ينظر: التكملة للجواليقي ٨، وذيل الفصيح ٤، وتصحيح التصحيف ٣٧٢.
(٤) والعامة تكسر الكاف، وتريد به العسكر نفسه. أدب الكاتب ٣٨٨، وابن درستويه (٢٣١/أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>