للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مذ بمنزلة من ويفتح اللام، وكان سبيلها أن تكون مخفوضة، لأن أول لا ينصرف لاجتماع علتين فيه وهما وزن الفعل والوصف، فأول وزنه أفعل، وهو صفة اليوم (١)، وتقديره: ما رأيته مذ يوم أول من أمس (٢). وأمس: هو اسم لليوم الذي قبل [١٥١/أ] يومك، وبني على الكسر لسكون ما قبل آخره. وأول هاهنا: هو اسم لليوم الذي قبل أمس، وأمس يتلوه.

قال ثعلب - رحمه الله -: (فإن أردت يومين قبل ذلك قلت: ما رأيته مذ أول من أول من أمس، ولم تجاوز ذلك) يعني: أنه لا يقال: إلا ليومين قبل أمس، فإن أردت ثلاثة أيام، أو أكثر قبل أمس، لم تنطق بشيء من ذلك، لأن العرب لم تتكلم به لطوله. وأما أول الذي بعد مذ هاهنا فيجوز في لامه الضم والفتح (٣) على ما ذكرته من التفسير، وأما الذي بعد من فلا يجوز في لامه إلا الفتح لا غير، لأن أول في موضع خفض بمن، وإنما فتحت اللام لأنه لا ينصرف على ما ذكرته.


(١) في ش: "وأما من فتح اللام من أول فيجعله على موضع خفض بمنذ، لأنه يصيرها بمنزلة من، وإنما فتح اللام من أول، لأنه لا ينصرف لأنه على وزن أفعل، وهو صفة ليوم".
(٢) ينظر: الكتاب ٤/ ٢٢٦، والمقتضب ٣/ ٣٠، والإنصاف ١/ ٣٨٢، وشرح التسهيل ٢/ ٢١٦، ورصف المباني ٣٩٣، ومغني اللبيب ٤٤١، واللسان (منذ) ٣/ ٥٠٩.
(٣) ش: "وأما أول الذي بعد مذ هاهنا، فإن لامه مضمومة ومفتوحة".

<<  <  ج: ص:  >  >>