للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في المظان من كتب التاريخ والتراجم، أما شهاب فلم أعثر له أيضا على ترجمة مستقلة، ولكنه رجل نسيب، يؤول إلى بيت شرف وكرم، فأبوه علي - ويكنى أبا الحسن - من أعيان عصره وأعلامهم، تولى رياسة ديوان الإنشاء في الدولة الصنهاجية، ثم وزر لهم، فكان له تأثير على سير قضايا الأمور، واستطاع أن يقنع المعز بن باديس الصنهاجي بمقارعة المذهب الإسماعيلي الباطني في بلاد المغرب، وقطع الصلات بالدولة الفاطمية في مصر. وكان من ذوي الميل إلى العلوم الرياضية والفلكية، وله كتاب البارع في التنجيم، طبع وترجم إلى عدة لغات، وكان أيضا أديبا ناثرا وشاعرا مفلقا، مصيرا للآداب، يغمر الشعراء والكتاب بإحسانه وعطاياه، وكان من أسرة ذات ثراء وشرف، حتى قال ابن الأبار في ترجمة ابنه محمود بن أبي الرجال: "كان هو وأبوه وأهل بيته برامكة أفريقية " (١).

وقد ألف باسمه ابن رشيق مؤلفات أدبية نفيسة، من أهمها كتاب العمدة، كما قدم له ابن شرف رسائل الانتقاد. وتوفي سنة (٤٢٦) هـ (٢).

وورث عنه ابنه شهاب الوجاهة والسيادة والكرم، والرغبة في العلم والأدب. فقد ذكر أبو سهل في مقدمة التلويح (٣) وإسفار الفصيح (٤) أنه


(١) أعتاب الكتاب ٢١٤.
(٢) ترجمته في: البيان المغرب ١/ ٢٧٣ وكشف الظنون ١/ ٢١٧، وعنوان الأريب ٥٧، وتراجم المؤلفين التونسيين ٢/ ٣٤٣، ومعجم المؤلفين ٧/ ٩٢، وتاريخ الأدب العربي لعمر فروخ ٤/ ٤٦٢.
(٣) ص ١.
(٤) ص ٣٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>