للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المبتدئين تضعف قواهم عن الإحاطة بما أودعته فيه (١) من التفسير والشواهد من القرآن والشعر، ويستطيلون حفظه، فاختصرت لهم منه أشياء تكفيهم معرفتها، وتنشطهم في حفظها نزارتها، وأثبتها في هذا الكتاب، ووسمته بكتاب "التلويح في شرح الفصيح"، لأنني لوحت بشرح فصوله كلها فقط، ولم أذكر شاهدا على شيء منها، ولا جمعا لاسم، ولا تصريفا لفعل، ولا مصدرا له، ولا اسم فاعل ولا مفعول، إلا ما أثبته أبو العباس رحمه الله تعالى في الأصل، ولم أذكر فيه أيضا شرح الرسالة، ولا الأبيات التي استشهد بها، ولم أنبه على شيء من الفصول التي أثبتها في غير أبوابها، وأحالها عن جهة صوابها، طلبا للتخفيف والإيجار، فإذا حفظوا هذا الكتاب وأتقنوه، وآثروا زيادة في التفسير والبيان على ما فيه، نظره في ذلك الكتاب (٢)، إن شاء الله تعالى " (٣). وقد التزم بمنهجه هذا إلى حد كبير، فجاء الكتاب متسما بالإيجاز والاختصار، ليكون سهل المأخذ على الناشئة المتأدبين، لذلك نراه يكتفي في أكثر الكتاب بتفسير اللفظ بمرادفه، أو بجملة قصيرة غاية في الإيجاز، واكتفى بإيراد أشياء مختصرة تكفي معرفتها للناشئة المتأدبين، وتنشطهم في حفظها نزارتها كما قال.

ومع ذلك فقد وجدته يورد أشياء كثيرة زائدة عما في الأسفار أو


(١) أي في إسفار الفصيح.
(٢) يعني كتابه إسفار الفصيح.
(٣) التلويح ١ - ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>