وفي آخر صفر توفي عبد السلام بن محمد الكتاني الحسني، كان يعد من العلماء ويميل إلى الخمول والعزلة، يلقى دروسا لبعض العوام يبين لهم فيها أمور دينهم ويرشدهم. دفن بالقباب له ترجمة في سل النصال.
[الطاهر الرجراجي]
وفي ثامن وعشري صفر توفي الحاج الطاهر الرجراجي الرباطي، كان يعد من علماء الرباط.
توفي هناك.
[محمد الدرفوفي]
وفي يوم الثلاثاء ثاني عشر ربيع النبوي الأنور يوم العيد عامه توفي محمد الدرفوفي الوجدي، هذا الرجل من الذين عذبوا في سبيل وطنهم وسجن أكثر من مرة، وأخيرا سجن وأصابه مرض في السجن نقل على إثره إلى مستشفى كوكار بفاس، فلما وقع الإذن بتسريح بعض الوطنيين كان من جملتهم. حكى لي بعضهم أنه لما وصله الخبر بأنه سرح طلب من أخ له كان في المستشفى أن يجد له سيارة تنقله إلى بلاده وجدة يومه وتكون خاصة، فامتثل أمره.
وفي أثناء الطريق كان يسأله عن بعض الأشياء، ولما قرب إلى مدينة وجدة ولم يبق لهم إليها سوى نحو ثلاثين كيلو ميترا لفظ نفسه الأخير، فلما وصلوا به وجدوا في انتظاره جمّا غفيرا من أهل المدينة ولكن للأسف وصلهم ميتا ودفنوه من غده. ولما علمت الحكومة بموته أصدرت أمرا بواسطة باشا المدينة محمد المهدي الحجوي بأن كل من حضر جنازته ألقى عليه القبض.
وذكر لي بعض من كان معه في السجن أن الدرفوفي المذكور كان هو المكلف بجميع الأشياء في السجن وأن من طلبه يستجيب له كأنه خادم لهم ولا يترك أحدا منهم يتناول شيئا، وهو آخر من ينام وأول من يستيقظ منهم ولا تسمع من فيه إلاّ نعم.
[الطاهر بن عمر العلوي المدغري]
وفي ثالث عشر ربيع الأول عامه توفي الطاهر بن عمر بن الشيخ العربي العلوي المدغري الحسني. تقدمت وفاة جده عام تسعة وثلاثمائة وألف. كان يعد من أهل الصلاح والدين. توفي ببلده مدغرة.
[الطاهر بن محمد السبتي]
وفي يوم الأحد ثامن جمادى الأولى على الساعة التاسعة صباحا بعدما وصل الشاب المهذب الطاهر ابن المثري الشهير الحاج محمد السبتي، وأراد النزول من سيارته إلى متجره بطريق مديونة من الدار البيضاء، أطلقت عليه خمس رصاصات من يد مجهولة من حركة الإرهاب الفرنسي اليد البيضاء. وذلك أن والده ممن له شهرة كبيرة في الأوساط التجارية بالمغرب ومن الرجال الذين يعطون الوطنيين المال الكثير، فانتقموا منه بولده. وحين ما ضرب لفظ نفسه الأخير من حينه لأنه ضرب في محل القتل.