في سابع عشر محرم توفي محمد الطيب بن عبد المجيد ابن كيران. كانت ولادته عام اثنين وسبعين ومائة وألف. الشيخ العلامة المشارك المطلع الحافظ، له اطلاع واسع ومعرفة جيدة وإتقان وقلم سيال وفهم غزير وإدراك ثاقب. تخرج عليه عدة من العلماء، وألف تآليف عديدة مفيدة أخذت من الشهرة بمكان لتحقيقها وحسن أسلوبها، منها التفسير من سورة النساء"شهد الله أنه لا إله إلاّ هو والملائكة"الآية إلى سورة غافر: "إِنَّماهذِهِ اَلْحَياةُ اَلدُّنْيامَتاعٌ" الآية.
واخترمته المنية؛ تفسير الفاتحة؛ ومنها شرحه على الحكم العطائيّة، ألّفه بأمر من السلطان سيدي محمد بن عبد الله؛ ومنها شرح ألفية العراقي في السيرة؛ ومنها شرح الخريدة للشيخ حمدون ابن الحاج في المنطق؛ ومنها شرح توحيد ابن عاشر بإشارة من المولى سليمان؛ ومنها شرحه لتوحيد الرسالة لم يتم، ومنها شرحه للعشرة الأخيرة من الأربعين حديثا للإمام النووي؛ ومنها حاشية على محاذي الألفية لابن هشام لم يؤلف مثله في كتب النحو لم يتم أوصلها إلي الإعراب؛ ومنها تقييد في الاستعارة وأقسامها نثرا؛ وآخر نظما؛ ومنها تقييد على قول صاحب التلخيص: فإن وإذا للشرط في الاستقلال؛ ومنها تقييد في حقائق تحتاج إلى معرفة الفرق بينها لاشتباه بعضها ببعض، وهي النكرة واسم الجنس والمعرّف بلام الحقيقة ولام العهد الذهني ولام الاستعراق ولام العهد الخارجي؛ ومنها تقييد على قول الغزالي ليس في الإمكان أبدع مما كان؛ ومنها شرحه لكتابي العلم والايمان من الإحياء للإمام الغزالي؛ ومنها تقييد على قول التلخيص: الجامع الخيالي؛ ومنها شرح على الصلاة المشيشية، اختصره من شرح ابن زكري؛ ومنها تقييد على جواز حذف كلمة قال بين رجال سند الحديث لفظا كما تحدف اختصارا؛ ومنها تقييد في حقيقة الهمزة المسهلة وحقيقة التسهيل؛ ومنها تآليف سماه عقد نفائس الآلي في تحريك الهمم العوالي؛ ومنها تقييد تزاور أهل الجنة وتحسرهم؛ ومنها تقييد في قول النبي لا يدخل الجنة ولد زنى ولا ولد ولده؛ ومنها تقييد في الرد على الوهابي القائم في ناحية الشرق؛ ومنها تقييد في حكم السترة نظما ونثرا؛ تقييد في توجيه رفع اسم الجلالة ونصب العلماء في قراءة من قرأ قوله تعالى (إِنَّمايَخْشَى اَللهَ مِنْ عِبادِهِ اَلْعُلَماءُ)، ومنها شرحه لرسالة مولانا سليمان في الكسب؛ ومنها شرحه نصيحة الشيخ أحمد الهلالي؛ ومنها أرجوزة في الشرفاء القادرين، إلى غير ذلك من التآليف والتقاليد. دفن بروضة العلماء بالقباب قرب ضريح الشيخ الوزير الغساني، وهو من أشياخ المولى سليمان رحمه الله.