وفي ليلة الأربعاء سادس عشر محرم توفي أحمد بن محمد بن عبد القادر الكردودي.
تقدمت وفاة والده عام ثمانية وستين ومائتين وألف، وأخيه محمد في العام قبل هذا. وكانت ولادته في حدود الأربعين ومائتين وألف. عالم مشارك مطلع، له ولوع كبير بالأدب والتاريخ، عين كاتبا مع السفراء إلى أوربا. كان عدلا ثم كاتبا في وزارة الصفار ثم كاتبا عند موسى بن أحمد، وعين في سفارة عبد الصادق بن أحمد الريفي إلى إسبانية عام اثنين وثلاثمائة وألف ثم في سفارة الطريس إلى إيطالية بتاريخ تاسع عشر جمادى الثانية عام خمسة وثلاثمائة وألف صحبة القائد المعطي بن عبد العزيز الشاوي، وكذلك في السفارة إلى فرنسا بتاريخ سابع وعشري قعدة عام ستة وثلاثمائة وألف. له تآليف، منها: التحفة السنية للحضرة الشريفة الحسنية بالمملكة الإسبانية، وقد طبعت أخيرا إلى غير ذلك. دفن بزاوية الشيخ ابن الفقيه الكائنة بالمدارج الموصلة إلى حومة العيون.
[احماد ابن موسى]
وفي سابع عشر محرم توفي احماد-بمدّ الميم على لغة أهل سوس-بن موسى بن احماد السوسي. تقدمت وفاة والده عام ستة وتسعين ومائتين وألف وجده، الوزير الخبير، والصدر الكبير، السياسي المطلع، القابض على زمام الإمارة منذ وفاة المولى الحسن. كانت ولادته عام سبعة وخمسين ومائتين وألف. تقدم ما فعله مع الوزراء الجامعيين عند ذكر وفاة المولى الحسن عام أحد عشر وثلاثمائة وألف. وبموته انحلت سياسة المغرب وصارت بيد أناس لا معرفة لهم بالسياسة داخلا وخارجا.
وقد ألف بعض الشاميين الذين دخلوا إلى المغرب أخيرا تأليفا في ترجمته سماه الثغر البسام في مآثر الوزير احماد بن موسي الهمام. توفي بمراكش ودفن بضريح المولى علي الشريف وولى مكانه الوزير ابن عمه الفقيه الحاج المختار بن عبد الله بن احماد الآتي الوفاة عام خمسة وثلاثين وثلاثمائة وألف، ولم يبق في الوزارة إلا أياما قليلة وعزل عنها.
[أحمد بن عبد الرحمان البلغيثي]
وفي تاسع وعشري محرم توفي أحمد بن عبد الرحمان العلوي البلغيثي الحسني نزيل مراكش، له كرامات.
عبد الواحد ابن الموّاز
وفي صبيحة يوم الجمعة خامس عشر ربيع الأول توفي عبد الواحد بن محمد ابن الموّاز الحسني السليماني، العلامة المطلع الكاتب المقتدر. له تآليف عديدة، منها تأليف في مناقب سبعة رجال مراكش؛ وتأليف في رحلة السلطان المولى الحسن إلى الصحراء. دفن بازاء داره