وفي الساعة الرابعة من مساء يوم الخميس ثالث وعشري محرم توفي محمد بن العربي العلوي الحسني، العلامة السفلي المشارك المطلع المدرس النفاعة شيخ الجماعة، وفي غده الجمعة نقل في طائرة خاصة إلى مقر أسلافه مدغرة بتافيلالت حيث دفن مع أبيه وجده هناك لأنه كان أوصى بذلك. تقدمت وفاة والده عام اثنين وعشرين وثلاثمائة وألف، وكانت ولادته عام اثنين وثلاثمائة وألف. ترجمة هذا الرجل واسعة طويلة انظرها في كتابينا سل النصال وقضاة فاس.
[الحبيب بن أحمد المهاجي]
وحوالي الساعة الثالثة من مساء يوم الأربعاء سابع وعشري ربيع الأول توفي الحبيب بن أحمد بن محمد بن الخضر المهاجي الحسني التلمساني بأحد مستشفيات عاصمة الرباط ونقل إلى مدينة فاس ووصل إليها ليلا ودفن من غده الخميس بعد الزوال بفدّان الغرباء قرب الشيخ علي ابن حرزهم خارج باب الفتوح. العلامة المشارك المستحضر المطلع المدرس، درّس أكثر من ثلاثين سنة في جل المعاهد بفاس، وأخيرا بمعهد ظهر المهراس في كلية الشريعة بها، ولم يخلّف أثرا يذكر غير بعض الفتاوى، ولكن له طلبة نجباء تخرجوا على يده.
[عبد الرحمان بن عبد المالك العلوي]
وفي يوم الخميس ثامن وعشري ربيع الأول توفي عبد الرحمان بن الشيخ الجليل المولى عبد المالك بن محمد الحسني العلوي. تقدمت وفاة والده عام ثمانية وعشرين وثلاثمائة وألف، الأديب الكاتب المقتدر الشاعر المبدع، له شعر على طريقة أهل الأندلس، انظر بعضه في اليمن الوافر الوفي لكنه أهمل نفسه وأضاع ذلك ولم يجمع شعره وبقى متفرقا. دفن بالقباب.
[أحمد بن قاسم المنصوري الزياني]
وفي عشية يوم الاثنين تاسع ربيع الثاني توفي أحمد بن قاسم المنصوري المدعو الزياني، العلامة المشارك الأديب المطلع اللغوي المتكلم الشاعر الناثر، تولى القضاء في عدة ثغور بالمغرب وأخيرا عزل عن ذلك. شاعريته قوية، ونفسه طويل وآخر ما سمعت له مرثية في الشيخ محمد المختار السوسي. له عدة تآليف، خرّج بعضها على الآلة الكاتبة وصورت بالخزانة العامة بالرباط، أحدها عن تاريخ خنيفرة. توفي بواد زم لكونه استقر هناك أخيرا.
[علي بن محمد الشركي]
وفي يوم الجمعة سابع وعشري ربيع الثاني توفي علي بن محمد الشركي من قبيلة شراكة.
دخل إلى فاس وطلب العلم بها وتخرج من القرويين، وأدخل إلى النظام بها فكان من المدرسين به، وأقبل الطلبة المبتدئون عليه، وظل قائما بوظيفته إلى أن توفي مع سمت حسن وزى مستحسن. حج في بعض السنين المتأخرة. توفي بفاس، وذكر لي أنه لم يخلّف ولدا.