وفي فجر يوم الاثنين عاشر شوال توفي المهدي بن محمد ابن القاضي، من أولاد ابن القاضي المعروفين بفاس. كان مشاركا فقيها كاتبا خيرا دينا. له شرح على تائية الشيخ محمد الحراق الحسني، وله تأليف في مناقب شيخه عبد الواحد الدباغ المار ذكره في هذه السنة وغير ذلك. دفن بزاوية الشيخ على الجمل الكائنة بالرميلة قرب زاوية أبي مدين.
[أحمد بن محمد المنجرة]
وفي سادس عشر شوال توفي أحمد بن محمد المنجرة الحسني، الفقيه العالم العدل الخطيب.
[محمد بن الطيب الصقلي]
وفي يوم السبت تاسع وعشري شوال توفي محمد بن الطيب بن محمد الصقلي الحسيني ممن يشار إليه بالخصوصية والولاية، له أتباع وتلامذة، ألف تأليفا في علم التصوف سماه مجالس الأسرار الإلهية، وله شرح على صلاة له، دفن بزاويتهم الكائنة بحومة البليدة بعد أن ذهب إلى الحج.
[أحمد بن أبي بكر المنجرة]
وفي شوال توفي أحمد بن أبي بكر بن عبد الرحمان بن إدريس المنجرة الحسني، تقدمت وفاة والده عام أربعين ومائتين وألف. كان عالما مشاركا مقرئا، ذكر الجد المهدي أنه من أصحابه.
ودفن بالقباب خارج باب الفتوح. بقى ذكره على صاحب السلوة.
[عبد الله بن المجدوب الفاسي]
وفي آخر يوم من شوال توفي عبد الله بن المجذوب الفاسي الفهري، تقدمت وفاة والده عام ستين ومائتين وألف. كان علامة مشاركا حافظا فصيحا. توفي وسنه اثنان وثمانون سنة.
[العباس بن محمد ابن كيران]
وفي حادي عشر قعدة عامه توفي العباس بن محمد ابن كيران، العلامة المشارك المحقق المدقق المدرس. قال سيدنا الجد أحمد رحمه الله في تقييد له ذكر فيه بعض أشياخه ما نصه:
"شيخنا وشيخ أشياخنا أبو الفضل سيدي العباس بن محمد بن عبد الكريم الشهير بابن كيران، محقق في النحو والتصريف، مشارك في الفقه وعلوم البلاغة، عارف بصناعة المنطق والأصلين، ماهر في الحديث والتفسير والتصوف. ولد بفاس وأخذ عن الشيخ سيدي حمدون ابن الحاج ومن في طبقته، ثم ارتحل إلى الحج فحج وزار ولقى جمعا من الأئمة الأعلام، مما شملتهم تلك البقاع العظام، وولي قضاء مكناس فباشره بعفة تامة وسيرة مستحسنة لم يحفظ عليه في ذلك ما يثير ولا ما يعاب، ثم صار شيخ الحضرة المولوية في قراءة صحيح البخاري بحضرة مولانا عبد الرحمان قدس الله روحه. كانت له عنده وجاهة عظيمة، ومكنانة فخيمة، إلى أن توفي في حادي عشر قعدة عام أحد وسبعين ومائتين وألف. أخذت عنه شفاء القاضي عياض