وفي يوم الجمعة ثامن شعبان توفي المهدي بن محمد بن الشيخ حمدون ابن الحاج السلمي المرداسي. كانت ولادته عام أربعة وأربعين ومائتين وألف. تقدمت وفاة والده عام أربعة وسبعين ومائتين وألف، وجده عام اثنين وثلاثين ومائتين وألف. كان علامة مدرسا مشاركا فصيحا، له حاشية على شرح الخرشي على المختصر في نحو ثلاثة أسفار؛ وحاشية على شرح التحفة للشيخ التاودي ابن سودة إلى آخر اللعان؛ وتوليف في بيوع الآجال؛ واختصار شرح ابن زكري على النصيحة الكافية. ودفن بزاوية أهل وزان بالشرشور.
ووجدت بخط تلميذه السيد علال ابن شقرون الآتي الوفاة عام تسعة عشر وثلاثمائة وألف أن وفاته كانت عشية يوم الجمعة ثالث رجب عام تسعين ومائتين وألف في يوم قدومه من زيارة المولى عبد السلام بن مشيش، ودفن بروضة التهاميين بسيدي محمد بن أحمد.
[محمد بن عبد السلام متجينوش]
وفي ليلة الخميس الثاني والعشرين من شوال توفي محمد بن عبد السلام متجينوش الرباطي الأندلسي، العلامة المشارك المقرئ، كان منفردا في علم القراءات السبع، مع معرفة علم الحساب والتنجيم والتعديل. طلب العلم بفاس وتوفي ببلده.
[عبد السلام بن الطايع بو غالب]
وفي سادس عشر قعدة توفي عبد السلام بن الطايع بن حمّ بن السعيد بن عبد الواحد بوغالب الحسني الجوطي. كان علامة مطلعا مشاركا دراكة محققا حتى أصبح شيخ الجماعة في وقته، يحسن جل العلوم، زاهدا عرض عليه القضاء فامتنع منه مرارا. دفن بروضة الشيخ أبي جيدة خارج باب المسافرين، وكان من بين العلوم التي يحسنها علم طرب الآلة ويدرسها ويكثر الاستماع إليها. كانت ولادته عام سبعة ومائتين وألف. أخذ عن الشيخ ابن عمرو الزروالي وعلي ابن منصور وعلى الشيخ حمدون ابن الحاج وكان يثنى على الزروالي كثيرا، قال في حقه سيدنا الجد أحمد في بعض مقيداته:"عالم محقق في علوم البلاغة والمنطق وأصول الدين ثاقب الذهن مستحضر القواعد متين الدين شديد النفرة من الولايات والظهور، صوفيّ الحال والمقال"انتهى.
[العربي السباعي]
وفيه توفي العربي السباعي، مجذوب هائم ساقط التكليف، دفن بالقباب بروضة أولاد ابن المليح.
[عبد المالك بن أحمد الفاسي]
وفيه توفي عبد المالك بن أحمد بن عبد المالك بن أحمد بن عبد الرحمان بن الشيخ عبد القادر الفاسي الفهري، العلامة الفقيه الأديب المشارك. توفي بمراكش، ترجمته في كتاب الإعلام لابن إبراهيم المراكشي.