في زوال يوم الخميس حادي عشر شعبان توفي عبد القادر بن أحمد بن العربي بن التاودي ابن شقرون، من أولاد ابن شقرون المعروفين بفاس. كان مشاركا أديبا نحويا محدّثا غواصا على درر المعاني. ولي خطة القضاء بفاس، له شرح على العشرة الثانية من الأربعين النووية، ودفن بقبة المولى إدريس الأزهر بفاس بأمر من السلطان المولى سليمان لكونه من أشياخه، وحضر جناته. كان يقول الشعر وينتحله، ودفن صبيحة يوم الجمعة مجاورا لقبة السيد محمد ابن الفضيل الإدريسي، وصلى عليه الشيخ الطيب بن كيران، وحضر جنازته الخاص والعام، وبأمر من مولانا سليمان دفن هناك قبالة الداخل من موضع جلوس المقدم.
هدّي بن محمد العلوي
وفي يوم الخميس سادس وعشري ذي الحجة توفي المهدي المدعو الشيخ سيدي هدّي بن محمد بن الزين بن العابد بن هاشم العلوي الحسني. ولد بأرفود، وكانت ولادته عام ستين ومائة وألف، له أحوال، وتذكر له كرامات، وهو مؤسس الطريقة الهدّاوية بالمغرب التي لها أتباع إلى الآن. لهم اعتقاد غريب، وسلوك عجيب، لا يتزوجون، وليس لهم مأوى خاص إلى غير ذلك. وبعد موته بقبيلة بني عروس من جبل العلم قرب ضريح المولى عبد السلام بن مشيش جعلت عليه قبة وصار يزار إلى الآن.
[أحمد بن محمد الجيشتيمي]
وفيه توفي أحمد بن محمد-فتحا-الجيشتيمي السوسي. كان عالما مشاركا مدرسا، من تلامذة الشيخ الحضيكي.