وفي يوم الثلاثاء سادس وعشرى رجب توفي عبد السلام بن علي ابن عبد السلام الريفي، الرجل الشجاع المقدام المدافع عن وطنه كأبيه، كانت له اليد الطولي في الحروب الريفية مع الزعيم الأكبر محمد بن عبد الكريم الخطابي، وهو أحد المذكورين معه في بعض الوقائع الشهيرة ضد فرنسا والإسبان. ولما تغلب الاستعمار على ابن عبد الكريم كان معه فأخذ إلى فاس وبقي بها منفيا عن وطنه وأهله إلى أن توفي بها في التاريخ المذكور.
كانت تبدو عليه أمارات الشجاعة، والرجولة بادية عليه، واسع الوجه كثّ اللحية عريض ما بين المنكبين، كل من رآه يحصل له منه هيبة وتعظيم ومحبة مع تواضع وبشاشة وجه والتنازل مع الكبير والصغير. دفن خارج باب المحروق.
[محمد الناصري]
وفي آخر هذا الشهر رجب توفي محمد الناصري بفاس الجديد، علامة مشارك مطلع شاعر.
كان أتى به المولى عبد الحفيظ من بلده مراكش لما جاء إلى فاس، وهو يعد من شعراء بلاطة ومن المكثرين في مدحه، وشعره قريب من شعر أهل الأندلس وربما أجاد في بعض الأحيان، وبقى بفاس الجديد إلى أن توفي به خامل الذكر لا يلتفت إليه.
[المهدي بن المعطي ابن صابر]
وفي الساعة الثانية عشرة والنصف بعد زوال يوم الأربعاء ثاني عشر شعبان من العام توفي المهدي بن المعطي ابن صابر، خريج كلية الشريعة بمصر، في عنفوان شبابه بعد ما أكمل دراسة منذ نحو سنة وأتى إلى المغرب، شعلة دكاء وفطنة وعلم ووطنيه صادقة، لو قدرت له الحياة لكان من الأفراد المعدودين بالمغرب، جعلت له حفلة تأبين بعد الأربعين من يوم وفاته بمدينة الرباط وبه دفن.
[محمد بن عبد الكبير ابن الحاج السلمي]
وفي الساعة التاسعة ليلا من صباح يوم الخميس عشري شعبان المذكور توفي محمد بن عبد الكبير بن محمد بن الشيخ حمدون ابن الحاج السلمي المرداسي، العدل الموثق، من آخر من أتقن علم الوثيقة بفاس على وجهها المطلوب، مع الخط الحسن الجميل وإتقان الرسم وخيارة ودين. دفن بروضة أولاد ابن سليمان بالقباب.
[محمد بن هاشم العلوي]
وفي الساعة الواحدة والنصف من ليلة الجمعة ثالث عشر رمضان توفي محمد بن هاشم العلوي المدغري الحسني، العلامة المشارك المدرس بالنظام القروي مدة، وإمام مسجد الرصيف بفاس أزيد من خمسين سنة. دفن بروضة العلويين بالقباب. له ترجمة في سل النصال مع صورته.