في يوم السبت فاتح محرم الحرام عامه توفي محمد بن إدريس بن الطائع بن التهامي ابن رحمون الحسني. تقدمت وفاة والده عام تسعة وأربعين وثلاثمائة وألف، وجدّه عام ثلاثة وستين ومائتين وألف. العالم العلامة المشارك المطلع المقتدر، تولّى قضاء عدة ثغور مغربية، منها قضاء أسفي، وأخيرا قضاء مدينة طنجة ثم أخّر عنها بسبب الحوادث الأخيرة لأنه كان يعارض نفي جلالة الملك مخالفا لصهره الوزير الحاج محمد المقري والد زوجته، فعزل عن القضاء وبقى مستوطنا مدينة طنجة إلى أن توفي بها ودفن من غده الأحد بعدما صلي عليه الظهر بالجامع الكبير هناك. له ترجمة في سل النصال.
[محمد بن محمد الصنهاجي]
وفي يوم السبت سادس صفر توفي محمد بن محمد-فتحا-الصنهاجي، العلامة المشارك الخير الذاكر المتهجد المتبتل القائم بجل أنواع العبادات منذ نشأته يعمر طول أوقاته بالعبادات، وطلب لعدة وظائف فامتنع منها وأخيرا طلب أن يكون إماما لجلالة الملك فاعتذر عن ذلك لأسباب صحية وعين من يقوم بذلك. دفن خارج باب عجيسة له ترجمة في سل النصال مع صورته.
[إدريس بن عبد السلام المقري]
وفي حادي عشر صفر على الساعة الثانية بعد الزوال توفي إدريس بن الحاج عبد السلام ابن محمد الاكحل المقري التلمساني محتسب فاس أكثر من أربعين سنة، لأنه تولى حسبة فاس في أواخر عام ثلاثين وثلاثمائة وألف، وبقى عليها إلى أن توفى، ولا تسأل عما تكبده أهل فاس معه من مشاق منذ ولايته بحيث تركوا التداعي عنده اتقاء لشره.
[عبد الهادي بن عبد الكبير الخصاصي]
وفي صباح يوم الأحد سادس ربيع الأول عامه على الساعة السابعة ضرب بالرصاص عبد الهادي بن عبد الكبير بن محمد الخصاصي نائب قاضي الجماعة بفاس في الفرض. تقدمت وفاة جده عام ثلاثة وأربعين وثلاثمائة وألف.
هذا الرجل كان يتعاطى الفرض بفاس، مقبولا عند الناس ينظر إليه بعين المعرفة والنزاهة، وأخيرا تشوفت نفسه إلى الشهرة فمال إلى المستعمرين ومن يسير في ركابهم فكان في ذلك هلاكه.