الجميع مناشير ملونة فيها عبارات الترحيب بقدوم جلالة الملك. وقد أعجب الناس بذلك وكانوا يتهافتون على تلك المناشير، ورأيت بعضهم محتفظا بها وقال هذا دليل أني حضرت ذلك الموقف. وقد فعلت ذلك أيضا لما زار جلالة الملك الدار البيضاء. فلما رأى الإرهابيون الاستعماريون ما تفلعه هذه الفتاة المغربية قضوا عليها على حداثة سنها لأنها ما زالت قريبة من العشرين سنة فتأثر الناس لفقدها تأثرا شديدا.
[عبد السلام بن عبد الحفيظ العلوي]
وفي آخر رجب المذكور توفي عبد السلام بن السلطان الأسبق المولى عبد الحفيظ بن مولانا الحسن العلوي. كان علامة مشاركا مطلعا، أخذ العلم بالقرويين إلى أن تخرج من نظامها، وبعد ذلك استخدم بالأعتاب الشريفة بعاضمة الرباط، ثم أصيب بمرض ألزمه الفراش إلى أن توفي هناك.
[ليقي بروقنصال]
وفيه أو قبله توفي المستشرق الشهير ليقي بروقنصال الفرنسي الذي خدم تاريخ الأندلس عموما والمغرب خصوصا، وقد نشر عدة مؤلفات كانت تعدّ مفقودة تتعلق بتاريخ الأندلس والمغرب.
محمد بن عبد الحفيظ العلوي
ويحيى بن عبد الوهاب اللبار
وفيما بين العشاءين من يوم الثلاثاء رابع عشر شعبان اغتالت يد أثيمة الشهيد محمد بن عبد الحفيظ العلوي الحسني، والشاب المهذب يحيى بن عبد الوهاب اللّبار، وقع اغتيالهما بحي باب الخوخة بعدة رصاصات أردتهما قتيلين في الحين، ودفنا من غده في القباب.
إدريس بن محمد المجّاطي
وفي شهر شعبان توفي إدريس بن محمد المجاطي الغياتي قائد أحواز مدينة تازا. كان هذا الرجل من العاملين مع الاستعمار منذ نشأته واكتسب بذلك أموالا وأراضي وجنات ودورا، وهو الذي بنى قرية قرب مدينة تازا وجعل بها مسجدا ترى صومعته الطويلة من بعيد. قتله أهل الفداء هو وولده الناصر، ثم قتل الفدائيون ولدا آخر له يسمى عبد اللطيف لأنه كان للمترجم نحو أربعين ولدا بين ذكور وإناث حتى إنهم كانوا يقولون الأكلاوي بمراكش والمجاطي بمدينة تازا.
[محمد بن إدريس ابن شقرون]
وفي الساعة التاسعة من ليلة الجمعة فاتح رمضان عامه توفي الحاج محمد-فتحا-بن الحاج إدريس بن محمد ابن شقرون، الشاعر المبدع والكاتب المقتدر، من خيرة الشباب المثقف.
توفي في عنفوان شبابه. ومما خلّفه ملحمة شعرية حول الاستعمار وأفعاله في الأمم الضعيفة وخصوصا في المغرب، أبدأ في ذلك وأعاد، ولو نشرت لكتنت لها شهرة في الأوساط الأدبية.
دفن بعد صلاة الجمعة بالقباب قرب الشيخ سيدي حماموش.