وفي عشية يوم الأحد فاتح ربيع الأول توفي محمد بن الحسن بن محمد الحجوي. أصله من تازا، وجده هو الذي دخل إلى فاس، وأصله من قبيلة حجاوة التي توجد بالغرب قرب بني حسن. العالم المشارك المدرس المؤلف، ظهر في أول الحماية وحصلت له حظوة عند الفرنسيين وتقلب بعد ذلك في عدة وظائف، من مندوب الصدر في التعليم إلى مندوب الصدر في العدلية فكان في كل هذه الوظائف معرضا للانتقاد.
توفي في أحد مستشفيات عاصمة الرباط، وفي غده الاثنين حمل إلى فاس ودفن بعد العصر في محل بقصبة ابن دباب خارج باب المحروق ولم يحضر جنازته أحد بعد ما امتنع الحزابون من القراءة عليه. وبعد دفنه امتنع سكان القصبة من الصلاة في ذلك المحل الذي دفن فيه فأخرج من قبره ونقل إلى مكان آخر ورجع الناس إلى الصلاة بالمحل المذكور، وكتم المحل الذي دفن به ثانيا إلى الآن.
[أبو بكر بن الطاهر زنيبر]
ويوم الثلاثاء ثاني ربيع الثاني توفي أبو بكر بن الطاهر زنيبر السلاوي، العلامة المطلع المشارك المقتدر الكاتب البارع، كانت له اليد الطولى في النوازل وفروع الفقه المالكي وفهم نصوصه كما يجب، ترد عليه الوفود من جميع أنحاء المغرب لأجل الإفتاء مع التحرير. توفي ببلده مدينة سلا ودفن هناك.
[محمد البارودي]
وفي ليلة الثلاثاء سادس عشر ربيع الثاني توفي الحاج محمد البارودي السلاوي، العلامة الأديب الصوفي كان ملازما للتدريس بالزاوية التجانية بسلا، وله اليد البيضاء في الحركة الوطنية بالمغرب. دفن خارج باب الرحمة بمسقط رأسه سلا رحمه الله.
[الصادق بن محمد ابن ريسون]
وفي يوم الجمعة سادس وعشري ربيع الثاني توفي الصادق بن محمد ابن ريسون الحسني.
كانت ولادته عام اثنين وثمانين ومائتين وألف. أخذ العلم بمدينة فاس وولي القضاء على قبيلة الاخماس مدة، ثم تولى القضاء في القصر الكبير عام ثلاثة وثلاثين وثلاثمائة وألف، ثم عين بوزارة المالية في المنطقة الخليفية وأعفى منها، وأخيرا تفرغ للتدريس والوعظ والإرشاد، وألف عدة مؤلفات، منها الدر المكنون في ترجمة الزعيم ابن ريسون؛ والسر المكنون في شرح أبيات الولي الصالح سيدي عبد السلام ابن ريسون؛ وتاريخ شفشاون؛ ومجموعة ضخمة من الفتاوى المختلفة في شتى المجالات.