وفي يوم الإثنين ثالث وعشرى شعبان توفي المهدي بن يوسف الفاسي الفهري، المشارك المطلع، له إقدام وشجاعة. تولى أولا الكتابة بالصدارة العظمى بالرباط، وأخيرا القضاء بمدينة زرهون ثم عزل عن ذلك لتقربه من الوطنيين، وعند عزله لم يأبه لذلك وبقى مشتغلا بفلاحته وترك عنه الوظيفة وعاش مطمئنا إلى أن توفي ودفن بروضتهم بالقباب خارج باب الفتوح.
[الباقر بن محمد الكتاني]
وفي الساعة السابعة من عشية يوم الخميس سادس وعشري شعبان توفي محمد الباقر ابن الشيخ محمد ابن الشيخ عبد الكبير الكتاني الحسني. كانت ولادته عام تسعة عشر وثلاثمائة وألف. تقدمت وفاة والده عام سبعة وعشرين وثلاثمائة وألف، العالم العلامة المحدث المشارك المطلع الخيّر الذاكر المتبتل المشتغل بالعلم والدين. منذ نشأته له عدة تآليف جلها في علم الحديث والسير والسند، وقد ذكرها في فهرسته المطبوعة فلا نطيل بذكرها. ودفن يوم الجمعة بعد الصلاة عليه بالزاوية الكتانية بسلا، وقد جعلت له حفلة تابين بعد الأربعين من وفاته. له ترجمة في سل النصال.
[الحسين بن أحمد ابن البشير]
وفي صباح يوم الأحد سادس وعشري شوال توفي الحسين بن أحمد بن محمد ابن البشير الحسني، أصل أسلافه من بركان ودخلوا إلى فاس قريبا في آخر المائة الماضية، الفقيه العلامة المدرس المشارك المطلع، يستحضر القواعد عن تثبت وإمعان نظر. تخرج من كلية القرويين، ودرس بفاس ثم بكلية الآداب بالرباط، وألقى درسه عشية يوم الأحد الذي توفي فيه. جعلت له حفلة تأبين بعد الأربعين من يوم وفاته ألقيت فيها عدة كلمات وقصائد في رثائه رحمه الله دفن في مقبرة علال بن عبد الله بالعلو بالرباط.
[عبد اللطيف بن الهاشمي الصبيحي]
وفي يوم الأحد سابع عشر قعدة توفي عبد اللطيف بن الهاشمي الصبيحي السلاوي، الأستاذ المطلع، أول من أطلع على صدور الظهير البربري من سلطات الاستعمار، وأول من عارضه معارضة شديدة فعزل عن وظيفه ونفي وسجن وعذّب من أجل ذلك واستمر نشيطا في وطنيته ودفاعه عن شعبه إلى أن لقي ربه. دفن بمدينة سلا مسقط رأسه وجعلت له حفلة تأيين بعد الأربعين من وفاته.