في صبيحة يوم السبت عشري صفر توفي الشيخ محمد بن التهامي بن محمد ابن الهاشمي أفيلال الحسني التطواني. كان علامة مشاركا مطلعا مستحضرا، تولى عدة وظائف دينية، وأخيرا وزارة العدل في حكومة الخليفة بمدينة تطوان، لأنه كان يعد من أكابر علمائها.
توفي ببلده تطوان وكانت ولادته في سادس عشر جمادى الأولى عام أحد وثلاثمائة وألف، وكان ممن طلب العلم بفاس.
له تأليف سماه الإلمام بالشعر وأدواره ولمحة من تاريخه وأخباره؛ وتقييد في المياه وأقسامها وأحكامها الشرعية؛ والرحلة الحجازية؛ وله تنبيه الأكياس، إلى غير ذلك من التآليف.
[أحمد بن محمد الصقلي]
وفي أوائل ربيع الأول توفي أحمد بن محمد بن عبد الله الصقلي الحسيني المعروف بين علماء النظام القروي"بالسفير وزيادة"لكونه كان يعبر عن صاحب القاموس بذلك. تخرج من النظام القروي وبقي يدرس به إلى أن توفي. كان عالما مشاركا يفرّ من المذاكرة مع الأقران لأنه كان لا يستحضر. له فهم متوسط ويستحسن الطلبة دروسه لكثرة بيانه وتنزله معهم. دفن بالقباب عن نحو خمس وستين سنة.
[عبد الكبير بن الماحي الصقلي]
وفي الساعة الثانية عشرة ليلا صبيحة الثلاثاء سابع ربيع الأول توفي الشيخ عبد الكبير بن الشيخ الماحي بن إبراهيم بن محمد الصقلي الحسيني صهر السيد أحمد الصقلي المذكور قبله. تقدمت وفاة والده عام أربعة وثلاثمائة وألف. توفي عن نحو سبعين سنة.
أخذ العلم بفاس عن عدة أشياخ، وكان في أول أمره يتعاطى التجارة في حانوت بالعطارين لأجل كسب المعاش، ولما أراد الاستعمار أن يمد يده إلى المغرب وكثرت الفضائح التي تتبع ذلك ذهب إلى المشرق بقصد الحج وذلك حوالي عام خمسة وعشرين وثلاثمائة وألف، ولما وصل إلى المدينة المنورة استوطنها، ثم لما وقعت الفتن بالحجاز انتقل إلى بلاد الشام. وبعد مدة طويلة رجع إلى المغرب واستوطن فاسا مسقط رأسه فحصل له بها ظهور وشفوف، وأقبل الناس للأخذ عنه والتبرك به، لما رزقه الله من حسن المذاكرة في علم التصوف وبيان أسراره، مع التواضع وعدم الدعوى. دفن بالقباب مع صهره المذكور خارج باب الفتوح. له ترجمة في سل النصال.