بعد صلاة العشاء من يوم الأربعاء عاشر محرم توفي الشيخ فتح الله بن أبي بكر بناني نزيل الرباط. تقدمت وفاة والده عام أربعة وثمانين ومائتين وألف، الصوفي الشهير، والعالم الكبير، العامل بعلمه، الخير الذاكر، مؤسس الطريقة الفتحية البنّانية بالمغرب، له أتباع وتلامذة أرشدهم إلى الطريق المستقيم، وهداهم إلى سبيل الخير. كان كثير التدريس يحاضر الطلبة بما يرشدهم إلى طريق التصوف بما يبهر العقول.
له تآليف عديدة، منها فتح الله في مولد خير خلق الله؛ وعقد الدرر واللئال في فضل الفقر وبيان حكم السؤال؛ وإتحاف أهل العناية الربانية باتحاد طرق أهل الله وإن تعددت مظاهرها الحقانية؛ وتحفة الأصفياء في بيان معنى القول بعصمة الأنبياء؛ ووفد القاري بما ينبغي تقديمه عند افتتاح صحيح الإمام البخاري؛ وتحفة المحدثين في شرح صلاة الشيخ محي الدين؛ وتحفة أهل الاصطفاء في مقدمة فتح الشفاء؛ وتحفة أهل الفتوحات والأذواق في اتخاذ السبحة وجعلها في الأعناق. وهذه التآليف كلها مطبوعة. وله غير المطبوع: المجد الشامخ فيمن اجتمعت بهم من المشايخ؛ وتحفة الأحباب فيمن تكلم في المهد بالعجب العجاب؛ وفتح الله في بعض ما يتعلق بأسماء الله؛ وتعليق على جامع الشيخ خليل؛ وآخر على اختصار المواهب اللدنية، إلى غير ذلك من التآليف.
ألف في مناقبه محمد سباطة الرباطي المار الوفاة عام خمسة وعشرين وثلاثمائة وألف تاليفا سماه الفتح الرباني في التعريف بالشيخ فتح الله بناني؛ وألّف محمد ابن الموقت المراكشي الآتي الوفاة عام تسعة وستين وثلاثمائة وألف تاليفا سماه معارج المنى والأماني في التعريف بشيخنا القطب فتح الله بناني.
توفي بالرباط ودفن بزاويتهم الكائنة هناك مع والده. له ترجمة في سل النصال.
[محمد بن محمد ابن البشير]
وفي يوم الثلاثاء مهل صفر توفي محمد بن محمد ابن البشير الحسني البركاني الفقيه العلامة الأستاذ المجود المقرئ، كان يحفظ القرآن ببعض الروايات، ويجيد النطق بالحروف مع معرفة تامة بذلك. دفن بروضة قرب الشيخ أبي غالب بحومة صويرة داخل باب الفتوح.
[أحمد ابن الفقيه الجريري]
وفي ثاني ربيع الثاني توفي أحمد بن إبراهيم عرف بابن الفقيه الجريري السلاوي. كان علامة مشاركا مفتيا مدرسا مطلعا كاد أن يكون شيخ الجماعة بمدينة سلا، تخرج على يده عدة علماء وتوفي بسلا مسقط رأسه.