ومائة وألف، وأخذ عن ابن الحاج وابن شقرون والزروالي والعراقي وابن منصور وغيرهم، وهو ممن أخذته المحنة فرحل إلى مراكش وبه توفي.
[محمد الكبير بن أحمد التجاني]
وفيه أو بعده بيسير توفي محمد دعى الكبير بن الشيخ أحمد التجاني، تقدمت وفاة والده عام ثلاثين ومائتين وألف. كان على سمت أبيه صلاحا وديانة، يعطى الأوراد ويتبرك به العامة والخاصة.
[حوادث]
[استخلاف محمد بن الطيب العلوي بفاس ثم مبايعته]
لما بويع السلطان المولى عبد الرحمان بن هشام استخلف على مدينة فاس ابن عمه سيدي محمد بن الطيب إلى أن عزله عام أربعين ومائتين وألف، وولّى القضاء بها ابن عمه المولى عبد الهادي، وولى المظالم الطيب الوديني.
ولما قامت قبيلة الأوداية بايعوا ابن عمه محمد بن الطيب كما بايعه بعض أهل فاس، وذكر في خطبة الجمعة بجامع الأندلس، ووضع فيه الخطيب تاليفا سماه الغيث الصيّب في مفاخر سيدي محمد بن الطيب.
ولما ملك المولى عبد الرحمان الأوداية جاء ابن الطيب المذكور واضعا السكين في فيه فأعرض عنه وأمر بارتحاله إلى مكناسة الزيتون، وذهبت أمتعته ودوابه إلى بيت المال، ثم عزل الوديني وولي مكانه عبد السلام النجار السلاوي فأحسن السيرة، ثم عزله وولى القائد محمد ابن سالم الغرباوي الملقب بالأحمد وأمره بالقبض على أعيان أهل العدوة والتضييق بهم وجعل القيود في أرجلهم والسلاسل في أعناقهم، وفرض على أهل العدوة سبعة وعشرين قنطارا وباعطاء المرابط سيدي محمد العبدلاّوي الساكن بحومة المخفية ألف مثقال. انتهى من الروض الطيب العرف.