وفي يوم الاثنين ثاني وعشري رجب توفي محمد بن الغالي المنصوري التلمساني الحسني، الأديب المشارك المذاكر المتيقظ لا تملّ مذاكرته وحديثه مع اطلاع وتفهم وعدم الدعوى ونفس أبية. دفن بروضة أولاد الشرفي الكائنة بالقباب بعد عملية جراحية.
[الحسين بن محمد الإدريسي]
وفي يوم الجمعة عشرى شعبان توفي الحسين بن محمد بن عبد الله الإدريسي الحسني ناظر أحباس مدينة صفرو مدة. كان عالما مشاركا مطلعا مذاكرا يخوض في شتّى العلوم وخصوصا علم التاريخ والأنساب، ويعرف علماء بعض العائلات بفاس. دفن بضريح المولى إدريس بن إدريس.
[الحسن بن مبارك البعقيلي]
وفي رابع وعشري رمضان توفي الحسن بن مبارك البعقلي السوسي، العلامة المطلع المشارك، تولى عدة وظائف عدلية، وأخيرا رياسة الاستناف الشرعي بالمحكمة الإقليمية بأكادير ونواحيه.
توفي عن نحو سبعين سنة، وجعلت له حفلة تأبين بعد الأربعين من وفاته بأكادير مسقط رأسه.
أحمد بن محمّد النميشي
وفي يوم الثلاثاء ثامن وعشري من رمضان توفي أحمد بن محمد-فتحا-بن محمد النميشي الحسني المعسكري. تقدمت وفاة والده عام تسعة وثلاثين وثلاثمائة وألف، العالم العلامة الأديب المشارك الكاتب المقتدر، يقول الشعر على قلة، وهو من أول من كتبوا في الجرايد والمجلات وخصوصا جريدة السعادة التي كان يكتب فيها المقالات المفيدة تاريخا واجتماعا، له بعض التآليف منها الشعر والشعراء بفاس طبع، وله تاليف فيمن لقب بكلمة قالها إلى غير ذلك. تولى النظارة في عدة جهات بالمغرب، وأخيرا نظارة أحباس الضعفاء والمساكين بسيدي فرج بفاس، ثم عزل عن ذلك بعد مجيء جلالة الملك محمد الخامس من منفاه وأخيرا أصيب بمرض ألزمه الفراش إلى أن توفي في التاريخ المذكور، ودفن خارج باب المحروق بفدان الغرباء هناك بوصية منه.
[العربي بن أحمد الحريشي]
وفي الساعة الحادية عشر ليلا حادي عشر شوال الأبرك توفي العربي بن أحمد بن عبد السلام الحريشي، من أولاد الحريشي المعروفين بفاس، العلامة المشارك المطلع الكاتب المقتدر المذاكر، من آخر من مثّل نخوة العلم والعلماء بفاس. كان منزله لا يخلو من العلماء والنجباء جاعلا محلا خاصا يجتمعون فيه للمذاكرة في العلم، وإذا أشكل عليهم أمر يقوم بنفسه مع كبره إلى خزانته التي هي بإزاء محل الجلوس ويأتي بالكتاب لأجل مراجعة النص، وربما أتى بعدة كتب، مع إنصاف في المذاكرة وعدم إرادة الانتصار، إذا استفاد يصرح بأنه استفاد إلى غير ذلك. وترجمته واسعة. انظرها في كتابنا سل النصال مع صورته، فقد أطلت في ترجمته بما يكفى. دفن بروضتهم بالقباب.