في ثالث محرم توفي عبد الحفيظ بن علي بن عبد الحفيظ بن محمد بن التاودي برادة. كان خيرا دينا صالحا، ذكره صاحب الإعلام.
[حميد بن محمد بناني]
وفي يوم الخميس حادي عشر صفر توفي أحمد دعي حميد بن محمد بناني، من أولاد بناني المعروفين بفاس. كان علامة مشاركا مدرسا مطلعا في العلوم المعقولة والمنقولة، مع معرفة بسياسة الوقت. تولّى القضاء أولا بمدينة الصويرة ومدينة طنجة ثم بعد ذلك قضاء فاس بمقصورة الرصيف وبمقصورة السماط مدة قليلة كما تقدم. وكانت توليته في أوائل حجة عام ثلاثمائة وألف وبقي على ذلك إلى أن أخره عنها المولى عبد الحفيظ يوم الأربعاء حادي وعشري رجب عام ستة وعشرين وثلاثمائة وألف حين توليته. وكان في ذلك كله مثال النزاهة والإخلاص مدة ولايته بفاس وغيرها. وقد توفي عن سن عالية. كانت ولادته عام اثنين وثلاثين ومائتين وألف. له بعض التآليف، منها فهرسة جمع فيها أشياخه ومروياته؛ وله حاشية على شرح الهمزية للشيخ بنيس لم تكمل. رحل إلى الحرمين ودفن بزاوية الصقليين داخل باب عجيسة.
[محمد بن العياشي القبري]
وفي حادي وعشري ربيع الثاني توفي محمد بن العياشي القبري المكناسي، العلامة المشارك المطلع المقرئ، يحفظ السبع بإتقان. توفي ببلده مكناس ودفن بضريح الشيخ بو طالب هناك.
[محمد بن عبد الكبير الكتاني]
في يوم الثلاثاء ثالث وعشري ربيع الثاني توفي محمد بن الشيخ عبد الكبير الكتاني قتيلا تحت ضرب السياط بأمر من المولى عبد الحفيظ، الشيخ الإمام، علم لأعلام، المربّي الكبير، والحافظ الشهير. كانت ولادته عام تسعين ومائتين وألف، وله تآليف عديدة جلها في علم التصوف وطريقة القوم، منها روح النصوص والكشف والتبيان في قوله تعالى ماكُنْتَ تَدْرِي مَا اَلْكِتابُ وَلاَ اَلْإِيمانُ؛ واللمحات القدسية والمواقف الإلهية في التصرفات المحمدية؛ والدرة البيضاء؛ وأوراد الطريقة الكتانية، إلى غير ذلك. ألف في مناقبه محمد بن محمد بن المعطي السرغيني المراكشي الآتي الوفاة عام تسعة وعشرين وثلاثمائة وألف تآليفا سماه روض الجنان بما لشيخنا أبي عبد الله الكتاني من الخصوصية والعرفان، وكذلك ألف فيه غيره. انظر الدليل.