في صباح يوم الأربعاء سابع عشر محرم توفي الطيب بن الصدر الأعظم الحاج محمد بن عبد السلام المقري باشا مدينة الدار البيضاء في حياة والده. تولي وزارة المالية زمن السلطان المولى عبد الحفيظ فلم تحمد سيرته واستغنى، وبعد وفاته بأيام قلائل كنت مارا بسوق النّقرة، كذا يسميه أهل فاس بسوق الذهب، فنادى عليّ أمين السوق محمد كنون رحمه الله وكان من الرجال الذين بتأسفون على المغرب وما وقع فيه، وأخرج إلى خمس قطع أو ستا، الشك مني، طول كل واحدة نحو الستين سنتيميترا وعرضها ثلاثة سانتيمترات وعلوها نحو سنتيمتر واحد كتب عليها هدية إلى مولاي اليزيد، وقال لي أتاني بذلك أحد ورثة الطيب المذكور لأجل بيعها. ولقد أدوا على تسجيل زمام تركته نحوا من ثمانية ملايين من الفرنكات والحالة هذه أنه توفي في حياة والده. كان شعلة ذكاء وفطنه يستجلب العلماء ويذاكرهم، ودفن بروضة أحدثها قرب داره.
[إدريس بن محمد الشامي]
وفي ثاني وعشري محرم توفي إدريس بن محمد بن محمد الشامي الخزرجي. تقدمت وفاة والده عام ثلاثين وثلاثمائة وألف. كان عالما مشاركا موقتا مفتيا. دفن بروضتهم بالقباب. له ترجمة في سل النصال مع صورته.
[محمد بن محمد ابن الموقت]
وفي السابع عشر من صفر توفي محمد بن محمد ابن الموقت المراكشي، العلامة الشهير، المؤلف الكبير. تقدمت وفاة والده عام تسعة وعشرين وثلاثمائة وألف. له تآليف عديدة في فنون مختلفة، منها المعرب عن مشاهير مدن المغرب؛ والسعادة الأبدية في التعريف برجال الحضرة المراكشية، طبع في سفرين، واختصاره كذلك، وله اختصار كتاب الاغتباط؛ ونزهة المالك والملوك في ترجمة مشاهير الملوك؛ وإرشاد الشيخ والشاريخ بملخص بعض التواريخ؛ والضياء المنتشر في أعيان القرن الأول إلى الربع عشر؛ والعناية الربانية في التعريف بشيوخنا من هذه الحضرة المراكشية، فهرست؛ ونتائج الأفكار الحقية في مدح الطريقة الفتحية؛ والرحلة المراكشية ومرآة المساوئ الوقتية؛ وكشف البيان عن حال أهل الزمان، إلى غير ذلك من التآليف. وقبل وفاته بسنتين طبع نشرة وفرقها في المغرب ذكر فيها أنه رأى في منامه أن الساعة قربت وأنها لم يبق لها سوى سنتين تاتي من تاريخه، ووعظ الناس على أن يتأهبوا لذلك، وصار الناس يترقبون هذا الموعد فإذا به قامت قيامته هو لأنه مات في ذلك اليوم الذي عيّنه. توفي ببلده مراكش، ودفن هناك. له ترجمة في سل النصال.