وفي أوائل هذا العام توفي أحمد بن محمد الزموري، العلامة المطلع المستحضر المشارك، تولى القضاء في عدة ثغور من المغرب، وفي آخر عمره أحيل على المعاش لكبر سنه، وسكن مراكش إلى أن توفي بها. بلغني أنه كان يستحضر كثيرا من أشعار العرب والمولدين، وخصوصا شعر أهل الأندلس، يملي ذلك عن تثبت واستحضار مع نسبة الشعر لقائله بحيث كان يرى منه العجب. توفي بمدينة مراكش. له ترجمة في سل النصال.
[أحمد بن الطاهر الزواقي]
وفي سابع عشر جمادى الأولى توفي أحمد بن الطاهر الزواقي العلمي الحسني نزيل تطوان.
شيخ الجماعة بها غير مدافع. مات بمدينة تطوان عن أزيد من تسعين سنة. أخبرني-رحمه الله- شفاهيا لما قدم إلى فاس زائرا في أواسط شعبان عام خمسة وستين وثلاثمائة وألف أنه حين جاء إلى هذه المدينة لطلب العلم عام خمسة وتسعين ومائتين وألف أخذ عن شيخ الجماعة شيخنا أحمد بن محمد ابن الخياط الحسني الزكاري وهو عمدته وعنه تخرج، وأخذ أيضا عن الشيخ محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن الشيخ التاودي ابن سودة المعروف بالجلود، قرأ عليه سلكة كاملة من الألفية، وأخذ عن شيخ الجماعة محمد بن المدني كنون، وعن الشيخ محمد الوزاني وعن الشيخ أحمد بن الجيلالي الأمغاري، وعن الشيخ محمد-فتحا-بن قاسم القادري الحسني، وتبرك بالفقيه العلامة أحمد بن أحمد بناني كلاّ وغيرهم. ومنذ خرج من فاس وهو يدرّس العلم بمدينة تطوان وغيرها إلى أن تولى القضاء بالقصر الكبير ثم قضاء مدينة تطوان مرتين، وليس له إجازة من أحد عدا شيخنا ابن الخياط المذكور، أجازه إجازة عامة، وله من التآليف حاشية على شرح بنيس على الهمزية، وله غير ذلك. توفي ببلده وأقام له تلامذته حفلة تأبين بعد الأربعين من يوم وفاته. وله ترجمة في سل النصال مع صورته.
[محمد بن عبد القادر فرفرة]
وفي متم جمادى الثانية توفي محمد بن عبد القادر فرفرة التطواني ثم الرباطي، الذي ذكر في الحوادث التي كانت ضد جلالة الملك الصالح محمد الخامس، ويعد من طلبة الرباط، لكنه كان سيء الحظ والسمعة. توفي ببلده.
[الطايع بن المختار المنجرة]
وفي عشية يوم الأربعاء عشري رجب توفي الطايع بن المختار بن أبي بكر المنجرة الحسني. تقدمت وفاة جده عام أربعين ومائتين وألف. كان رحمه الله خيرا دينا ذاكرا عابدا مثقشفا يشار إليه بالخير. توفي عن سن عالية من غير عقب ودفن بالقباب. له ترجمة في سل النصال.