في يوم الاثنين ثالث صفر توفي عبد القادر الزمّوري، ممّن يتبرك به، وليّ صالح. أخذ عنه الشيخ الوليد العمراني الآتي الوفاة عام خمسة وستين ومائتين وألف، ودفن بروضة العراقيين داخل باب بني مسافر.
المختار بن محمد أمزيان الدّمراوي
وفي أواسط صفر توفي المختار بن محمد أمزيان بن علي المعطاوي الشهير بالدّمراوي، أصلا التازي دارا. كان علامة مشاركا من أشياخ ابن رحمون الآتي الوفاة عام ثلاثة وستين ومائتين وألف.
سليمان الحوّات العلمي
وفي يوم الثلاثاء تاسع عشر صفر توفي سليمان بن محمد بن عبد الله العلمي الشفشاوني الشهير بالحوّات الحسني، المولود يوم الجمعة من رجب عام ستين ومائة وألف. كان عالما مشاركا مطلعا حاملا راية الأدب في وقته، حافظا دراكة مؤرخا شهيرا مقتدرا نسبابة متفننا.
له ثمرة أنسي في التعريف بنفسي، وهي غريبة في بابها استوفي فيها ذكر أشياخه؛ والبدور الضاوية في أهل الزاوية الدلائية؛ وقرة العيون في الشرفاء القاطنين بالعيون، يعني الشرفاء الدباغيين، والسر الظاهر فمن أحرز بفاس الشرف الباهر، في الشرفاء القادريين؛ والمسك الأريج في نسب أولاد الدّرّيج؛ والروضة المقصودة والحلل الممدودة في مآثر بني سودة عموما وفي الشيخ التاوي ابن سودة خصوصا وهو المقصود عنده، في مجلدات، مات دون إتمامها؛ وله العقائد السليمانية المؤيدة بالادلة الحديثية والقرآنية؛ وجزء سماه سند القيام بردّ وجه الحكم بالصيام؛ وله تغيير المنكر في حكم السكّر؛ وله كشف القناع عن وجه تأثير الطبوع في الطباع، إلى غير ذلك من التآليف، ودفن بضريح الشيخ أبي عبد الله التاودي خارج باب عجيسة. كل من أرخه يذكر أنه توفي في التاريخ المذكور. ووجدت في آخر نسخة من البدور الضاوية التي بالخزانة العامة بالرباط تحت عدد ٢٦١ حرف الدال ما نصه:"وكان الفراغ من جمعه أوائل ذي الحجة الحرام متم عام ثلاثة وثلاثين ومائتين وألف". ولست أدري هل تأخرت وفاته إلى ما بعد هذا أو الناسخ وقع له غلط، فحرّر ذلك.
[محمد بن محمد ابن اليازغي]
وفي شوال توفي محمد بن محمد-فتحا-بن عبد الرحمان الشهير بابن اليازغي. كان علامة مشاركا، أمره السلطان المولى سليمان بشرح كتاب الشامل للشيخ بهرام فشزع فيه إلى باب المرابحة فاخترمته المنية. ولي قضاء الجماعة بمكناس مدة. وقد ذكر وفاته في تكلمة شرح الشامل الشيخ علي بن عبد السلام التسولي.